> قصة اجتماعية : المرحلة الثانية من اللجوء - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

السبت، 4 أبريل 2020

قصة اجتماعية : المرحلة الثانية من اللجوء

قصة اجتماعية : المرحلة الثانية من اللجوء



قصة اجتماعية : المرحلة الثانية من اللجوء

تمنيت لو انني أعدت السنة الخامسة تمنيت لو ان كل سنوات الدراسة تكمن في الابتدائية و لكنها تبقى فقط  اماني طفلة أبكتها الغربة و أوجعها الاشتياق طفلة كبرت في احضان الغربة طفلة قضت طفولتها في صراع مع افكارها الحزينة التي كل يوم تجعل اشتياقها يزداد اكثر ...
لكن كل هذا كان عبارة عن مرحلة عشتها كما عاشها الكثير من الأطفال الذين هم بلا وطن
_________
ليعلو مكبر صوت البلدية قائل  (إشعار ...إشعار ...إشعار لكل من هو متجه الىً متوسطة .....و الىً ثانوية ... ....يرجى الحضور على الساعة ٥:٠٠ صباحا عند مقر البلدية )
حان وقت الرحيل حان وقت ان تودع أمي ابنتها الثانية بدموع و حزن داعية الله ان يحفظها لها
تودعها و هي مترددة اذ كان ما فعلته صائبا أم لا ...تبعثها و هي خائفة ان تفقد ابنتها الثانية رغبتها في الدراسة بسبب لعنة الغربة  لكن لا محال لا وجود لحل اخر غير ذلك ....
صوت صناديق تجر و الجو شبه مظلم تغمره رياح خفيفة ... صراخ في كل مكان كان يعبر عن لقاء بعد شوق ....شيء غريب الصراحة ان تفرح للقاء البعض و  في نفس الوقت داخلك يبكي لفراق من هم منك و انت منهم هكذا كان حال من مروا بتجربة الغربة و حالي بعد ذلك ان شاء الله ....
انظر بعيون باكية متسألة أين انا ماذا افعل هنا حينها ادركت سبب دموع امي سبب حزن ابي سبب عدم رجوع اختي حينها بدأت اتخيل ما ينتظرني
 لتقطع احدى المسافرات و التي ستصبح أخت ابدية.. ما كنت عليه قائلة : أأنت جديدة ؟؟هذا عامك الأول؟؟ جاوبت و الدمعة في عينيا نعم
انا جديدة ...لترد قائلة كم من سنة عندك ؟؟ لأجاوبها ١١سنة ...و انتِ ؟؟لتقول انا ١٢ سنة و سالتها الى متى سنبقى هنا ....تجاوبني و ابتسامة على شفتيها ذالك ليس سؤال هنا فيمكنك ان تقضي ساعات و ساعات و انت تنتظرين  هنا في (ملتقى الطرق) ...و الذي يسمونه ب ( رگ المحشر ) لكأبته و بأسه
لأقضي منتصف النهار و انا جالسة أحدق بمن هم حولي فهناك من يبكي و هناك من يضحك عدت كلمات كانت تتعالى ( اشتقت لك يا صديقتي  ...اريد ان اعود الى اهلي ....إلخ )
لتأتي الحافلات و اخيرا ليتم توجيهنا اليها عبر ارشادات و قوائم... و لأول مرة ارى ان الامتعة تضع فوق كراسي المسافرين و في ممرات الحافلة كما أنني لم ارى من قبل ان في كرسين يجلس ثلاثة أشخاص هكذا كان حالنا لتبدأ الرحلة التي استغرقت اكثر من ثلاثة أيام ظننت من خلالها انني ذاهبة الى اخر العالم
لنصل و  اخيرا الى المكان المحدد أو بالأحرى الى سجننا المؤقت و الذي هو المثلث الرهيب ( المطعم ..الأقسام ..المرقد ) ...لتبدأ المعاناة و الحزن يسود كل الأجواء..لتملأ علينا القوانين و التي سقطت عليا كصاعقة و ذلك لصرامتها ( لا وجود لمكالمات هاتفية مع الأهل الا من كل نهاية أسبوع ..الاستيقاظ ٥:٠٠ صباحا كل يوم ..و في الأخير نظافة كل المجمعات صباحا و مساء )
يالهي ما هذا اين انا و لماذا انا هنا انا لا أستطيع مقاومة كل هذا انا لا أستطيع من دون محادثة امي ...انا لا يمكنني الاستيقاظ باكرا ...انا لا اعرف احمل حتى المكنسة ( كانت كل هذه الأفكار تترد في ذهني ...) كانت الليلة الأولى هناك من اصعب اليالي في حياتي كوابيس تراودني و تخيلات لأصوات مرعبة .... قضيتها كلها بالبكاء حاملة لصورة فيها امي مرددة يالله اريد ان اعود الى حضنها  .....
لأ هاتف امي في الصباح ...امي اريد العودة أمي هذا المكان سيء امي انهم يرغمونا على الاستقاظ باكرا امي  انها اخر مكالمة لي معك الى الأسبوع القادم امي صديقيني انا لا أتحمل
لترد... عليا لا تخافي يا ابنتي فإنني أدعو الله كل ليلة ليحميك لا تخافي يا ابنتي سيمضي الوقت و تتعودين و تكونين صدقات لا تخافي يا ابنتي
ما عليكي الا ان تدعي الله في كل وقت ان تلتزمي بصلواتك لن يضرك اي شي ما دامك متوكلة على الله
يا ابنتي انت و كل البنات الموجودات هناك  املنا الوحيد  لعلكم تخرجونا من هذا الحال و نرجع الى وطننا  انتن سفيرات للبلاد واياكم ان تنسوا أنكم حاملات لقضية لذلك عليكم بالدراسة
لتبعث فيا تلك الكلمات أمل
لتمر الأيام و السنوات ...سنوات متماثلة ، رتيبة ، و روتينية قاتلة ، و تقتلنا اكثر كلما وصلنا خبر عن فقدان احد من احبابنا و نحن ببعدنا عنهم لا يسعنا سوى البكاء و الدعاء ، ليس في تلك السنوات من التغيير الا تلك النجاحات الموسمية التي تشعرنا بالسعادة لوقت وجيز و تنتهي بإنتقالنا لمرحلة دراسية أعلى ...
سنوات تعلمنا فيها الكثير أهمها ( التضحية من اجل الوطن )

_______________



... بنات لا تتجاوز أعمارهم ١٥ سنة يعانون من قهر الغربة و عذابها ( الجوع و البرد ... ) يعانون من الأقوال الموجهة لهم ( هذا ليس وطنكم ....لماذا جئتم ..إلخ )
بنات تحملو المسؤلية رغم صغر السن بنات تعلمو مواجهة كل صعوبات الحياة لوحدهم (من غسل ملابس و خياطتها و تنظيف )
بنات همهم الوحيد الدراسة لعلها مخرجهم الوحيد من كل هذه الألم
بنات أصبحنا شابات متخصصات في شتى المجالات يحاربون العدو بأقلامهم و علمهم شابات فهمو المعنى الحقيقي للحياة شابات تيقنو ان من اجل نيل الحرية و الخروج من هذا الألم لابدا من التضحية و المعاناة ....
كلماتي موجهة لكل بنت مرت بهذه التجربة أو مازالت تمر بها حقا تستحقين كل التقدير
#تجربتي🖤
____
مشاركة بإسم: صاحبة قضية

هناك تعليق واحد:

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم