> قصة اجتماعية : منسية - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

السبت، 4 يناير 2020

قصة اجتماعية : منسية

قصة اجتماعية : منسية


قصة اجتماعية : منسية


كنت في صغري انسانة محبة للحياة، اساعد صديقاتي في الواجب المنزلي ف بحكم تفوقي الدراسي جعل الاهالي يتوافدون على خيمة اهلي لأراجع لبناتهم، كنت احب الجميع حبا لا يوصف، اتنازل عن حقوقي من اجلهم، انزعج اذا رأيت فرد من عائلتي حزين، اصنع المستحيل لإسعاده ومساعدته،  المال الذي كان ابي يعطيه لي لأشتري مايخصني من حلوة ومكسرات و شكولا، كنت اشتري بيه هدية لصديقاتي، واحيانا اشتري الحلوة و اتصدق بيها على اطفال الحي،  اساعد كبار السن في توصيل الاعلاف لغنامهم،  في الشتاء اشتري كمية كبيرة من الجوارب الدافئة و دهين عائشة و أرمي في كل خيمة ضعيفة فرد من الجوارب مع بطة من عائشة، في كل عيد اشتري  لسلم بوها اليتيمة لبسة خاصة،  ومع دخول الكهرباء المخيم تكفلت بشرء غسالة لهم، يوم الجمعة كنت اذهب انظف المسجد دون ان يعرفني احد...
في نهاية لاسبوع كنت اجتمع مع بنات الحي الصغيرات،  اصنع لهم الحلوة والتشيرو،  واعلمهم الكتابة و القرأة وحب الكتب والمطالعة،  وفي نهاية اليوم كنت اقوم بسرد قصة لهم او اغني لهم او نقوم بالرقص على انغام موسيقى صحراوية في جو من الحب والعطف والتراحم والانسجام بيننا ..
الجميع يحبني ويحترمني،  ابتسامتي  دائما حاضرة، شخصية مفعمة بالمرح والكومديا

انتقلنا الى ولاية تندوف لسكن، ممازاد من ضغوط الحياة علي، حياة جديدة واشخاص جدد و لهجة غريبة ومجتمع بهوية مختلفة، مهما بلغت من الانسجام معهم ستبقى بينهم لاجئ ضعيف، تسمع كلمات هنا وهناك،  مامصير شخص بلا وطن سوى الاهانة حتى من اقرب الشعوب له.
لا انكر اني التقيت ب صديقات مثلي صحراويات يسكن في تندوف لكني كنت احب العزلة عنهم ف عالم الثانوية معقد جدا،  عالم الثانوية هو بداية عالم الانحراف لكل فتاة، تتغير مفاهيم الحياة بالنسبة لك،  عالم الثانوية هو بداية مرحلة المراهقة وتغير الهرمونات و البحث عن الحرية و التفتح والتملص من العائلة والبحث عن شخصيتك بين مئات الشخصيات، عالم الثانوية هو عالم الحب والغرام و العلاقات المحرمة،  عالم الثانوية هو المنعرج الحقيقي لكل شاب وفتاة
أخترت الهروب وعدم المواجهة،  فالمرأة بطبعها ضعيفة وسريعة التعلق بسب العاطفة الزائدة ، اعتزلت عالم الذكور، ورسمت لنفسي طريق خاص، أخرج  من بيت اهلي للمدرسة، ومن المدرسة للبيت، احيانا وفي اوقات الفراغ اذهب للمكتبة اطالع بعض الكتب،  الكتب هي النور الوحيد في حياتي،  اطالع الروايات  ،احب روايات الكاتبة احلام مستغانمي، صراحتا اسلوبها رائع وهي المسؤلة عن نظرتي العدوانية للرجال،  علمتني الكثير من خلال رواياتها وخيانة الرجال وتلاعبهم بمشاعر النساء،

تعقدت حياتي يوم مرضت امي،  امي مصابة بأمراض عديدة منها امراض معلومة ك الألم في الظهر و منها ماهو مجهول تتألم معظم الوقت،  لم تعد تستطيع الحركة، جالسة معظم الوقت، لم تعد تقدر على إعداد الطعام ولا غسل الملابس ولا نطافة البيت،  ولا الاعتناء بأختي الصغيرة   فبعد ان تزوجوا اخواتي وسكنهن مع ازواجهن في المخيم، وانشغال اخوتي بأعمالهم الخاصة وسفر والدي، اصبح حمل المنزل كله علي،  فتاة لم تكمل العشرين من عمرها ،  تستيقظ باكرا تصنع الفطور لامها المريضة واختها الصغيرة، تقوم بتغير ملابس اختها،  ثم تغير ملابسها تذهب الى المدرسة،  ترجع الى المنزل على ساعة الواحدة تصنع الغذاء لامها واختها، تنظف المنزل، تطوي المانط،  ثم ترجع على ساعة الثانية للدراسة ثم ترجع المساء لتطبخ العشاء و تراجع دروسها و تحل التمارين و تذاكر لاختها وتعتني بأمها وتنزل الى السوق لتشتري حاجيات المنزل لوحدها  ومع كل هذا كنت احصل على اعلى النتائج واحسن المعدلات
انا فتاة أوصف بالجمال، مع ان الجمال لا يعني لي شيئاً، لم اتسابق مثل الفتيات على مساحيق التجميل ولم يلمس وجهي مرطب ولا مكياج ، الجمال الحقيقي هو جمال الباطن ام جمال الوجه فزائل مع مرور الزمن....،
ذهابي وحدي لقضاء حاجيات المنزل فتح علي باب التحرش  ،يتحرش الشباب في الشارع، في السواق، امام الثانوية،  في اغلب الاوقات يعترضون طريقي  يطالبوني بالارتباط بهم، ومنهم من يرمي  رقم هاتفه، ومنهم من يطلب مني رقم هاتفي،  عشرات الذكور منهم صحراوين وجزائرين اساتذة ومعلمين تجار ومعطلون كبارا كانو ام صغار، تسابقو لارتباط بي، كلهم يقسم بالله انه يحبني او احبني او خطفت قلبه او كما يقولون عشقوني من اول نظرة ويطالبوني بالوتساب او الفيس بوك او اي موقع الالكتروني لكي يتراسلو معي..

حياتي في تندوف حياة فتاة في الغربة،  علمتني الصبر،  كنت احيانا ومن كثرت التحرش اصرخ في الشارع ،اصرخ على ظلم ،اصرخ صرخت فتاة مقهورة ،اصرخ صرخت فتاة مظلمومة لم تجد من يساعدها ،  الجميع يعلم اني فتاة وحيدة منعزلة عن الواقع بلا إخوة يحموني،  امي مريضة اهلي في المخيم، اعتبر بالنسبة لهم صيد سهل، لم اكن اشكي همي لامي، لا اريد ان اثقل كاهلها بهمومي، يكفيها من المرض ماهي عليه. كنت فقط ارسم لها ابتسامة رضا، العب دور الفتاة المرحة، احاول ان اجعل البيت مسرح ،اخبرها بالنكت وقصص خيالية، معظمها من صفحة كاتب فيسبوكي استمتع بقرات قصصه وفي كل لليلة احكي لهم قصة من قصصه المنشورة على صفحته،  اختي الصغيرة، اشاركها اللعب، امرح معاها، احل معاها التمارين، وعندما ادخل غرفتي الخاصة ابكي وابكي،   أبكي على حالي وحال امي وتفرق العائلة، ابكي على الغربة التي اعيش فيها ، ابكي على المسؤلية التي انهكتني،  لم اعد اتحمل، لا استطيع ان واصل دور الفتاة المرحة وانا قلبي سينفجر من الالام،  لم اجد من يشعر بمعاناتي،  لم اجد من يحس لمقدار الالم الذي اعيشه،
مملت من الدنيا، افكر كل يوم في الانتحار،
لم اعد اشعر بمتعة الحياة، يوم ممل حياة روتيني،  غربة قاسية،  تحرش في الشارع، اعمال منزلية كل وقت وكل ساعة، اضافة الى مرض امي..
قلبي اصبح كسماء سودء فيه نجمتين هما سبب في بقائي على هذه المعمورة.
انا الفتاة المنسية في صفحات التاريخ، انا الفتاة المنسية التي لا يشعر احد بمعاناتيها ، يظنون اني لا اعرف الحزن واني عنوان السعادة،  كذبو علي أخواتي عندما اخبروني اني فگرلشة ، فلانة لا تشتكي، قلبها ابيض، حنونة، تعطف على الجميع بارة بأمها،  خاطيها تبعريس، تعتني بأختها الصغيرة.. لكن يأخواتي أنا من يعتني بي، من يشعر بألأمي بحزني بمعاناتي،  انا من يساعدني، من منكن حاولت اسعادي ، بل من منكن سألتني يوم عن دراستي عن تعبي عن همومي!!
انا المنسية،  حتى نسيت نفسي، لم اهتم بها، احاول دئما ان اهتم بالاخرين ولم اهتم بنفسي،
انا المنسية واحاول ان ارسم الابتسامة على وجه اهلي وصديقاتي ولم احاول ان اسعد نفسي.

كل لليلة عندما اكمل من قرأت القرآن، اشكي همومي على الله واتخيل اني اتحدث مع النجوم،  فالبشر اشرار اليوم الذي تتشكي عليهم هو اليوم الذي يدمروك فيه يستغلون نقاط ضعفك، يهينوك، يحكوا اسرارك للجميع،  انا لا احب ان اتحدث باموري الخاصة لاحد،  احب ان اسمع من الجميع مشاكله واحاول ان ساعده في حلها، لكن لا احب ان اقحم شخص في حل مشاكلي الخاصة. رغم تعرضي للخيانة وخيبات امل من اهل وصديقاتي.

في احدى المرات سألت النجوم عن حالي ،ومالذي غيرني، و هل مازلت انا انا !!!؟ ام تغيرت الى إنسانة تعيش بجسدها بين البشر و تفكيريها في عالم يملأه الشعور بالخيبات  والخيانة و فقدان الثقة في اقرب الاشخاص  ..
وماهو سبب تعاستي الباطنية؟؟، وماسر تكشيرتي الداخيلية؟؟ ،و ماهو اللغز وراء شعوري بالضيق والكدر أغلب الاحيان وتحطم نفسيتي ؟؟؟
والماذا انا مهمومة داخليا كأني احمل هموم البشرية من أدم الى اليوم !؟؟
فهي أعلم  بحالي ورفيقتي أيام زماني  ،فأنا  لا اشعر بالراحة الى حين  أستلقي على  السطح المنزل في الصيف و النجوم متلألأت ، واليل هادئ ،والسماء صافية ،واطيل النظر اليها ،واتفكر في خالقها ،و في تركيبتيها ،...
واسألها العديدة من الاسئلة ...
ماسر  نورها الدائم ،؟
و لماذ هي بعيدة عني ؟
و ماهو السبيل للوصول  اليها ؟
والماذا تختفي عني في النهار ؟؟
وهل تستطيع ان تحمليني الى ارضها؟
كنت اشكوا عليها همومي ،فاللغة الخطابة بيننا هي لغة العين والصمت والسكوت ، فبمجرد النظر اليها في صمت وهدوء ،تعرف مافي خاطري يجول .!!!!!!!!.
قالت لي يوما : الانسان خلق ضعيفا فهو يحب ان يعيش بلا هموم ولا مشاكل ، والمشاكل والهموم هي سر خلق البشرية ، و الخيانة والغدر هي روح العالم و هي سبب اخراج ابوكم ادم من الجنة ،
و الغدر و القتل مترسخ فيكم يامعشر البشر من سلالة جدكم قبيل ابن ادام ، و حب المال اعماكم ،والجري وراء النساء ذهب بعقولكم ،و تتبع عورات الناس ديدنكم ...!!!
ياصديقتي ان سبب همومك المجهولة هي انك  تريد ان تعيش في عالم يملأه البياض ، و الناس فيه يتحلون بجميل الخصال ،و تريد ان تلتقي بأناس صادقين ، ولا تحب أن ترى الخيانة في اقرب الاقربين ، و لا تسرك كثرت المنافقين،   وانت تراينه في  الشيب قبل الشبان ،  ويعكر تفكيرك  مهاجرة الاقارب بسب مال قديم ، و إرث لميت مات قبل سنين ،  و تبغضي ان تري الحرب الطاحنة بين العائلات بسب الخمر والمخدرات ،و تفاخر الاغنياء بأموال صنعوها من تجارة  المخدرات على الفقراء المساكين..!!!

سألتها في حيرة :والماذا همومي زادت  اليوم وليس الامس !!!!؟

ضحكت و زادت من  نورها ،فتلك علامتها حين تبتسم لك النجوم
قالت : انا ارقبكي من ذو نعومة اظافرك فعندكم في حكم و كلام اجداكم ما يثبت مقولتي ،يقول أجدادك ياصديقتي العزيزة إنه لا يوجد مخلوق يولد إلا و تلد معه نجمة خاصة به ترافقه طيلة حياته ،و عند موته تهبط الى الارض الى اطراف قبره ،وذاك هو سبب مشاهدتكم لبعض النجوم تتساقط في الليل ،فهي ناتجة عن  موت اصحابها !!!!
انت كنتي تعيشين حياة بسيطة ،تلعبي جل وقتك ،إبتسامتك لا تفارقك ، لا يوجد لديك اعداء ، تملكين الكثير من اصديقات، تحبين المزاح ،تكرهين الوحدة ، لعب أبيسو و غميظا ذهبا بجل وقتك، لا تملكين هاتف ولا تملك إرتباطات ولا إتصالات غرامية ، كان اكبر همومك هو فرض او امتحان و سرعان مايذهب عنك ذاك الشعور بإنتهاء الامتحان ، ........... كنت بعيد عن عالم الواقع الذي يعيشه مجتمعك ، تتهرب من المسؤلية ،  تحب الا يغضب عليك احد وإن ظلمك كنت تسامحه ، عشت حياة بسيطة بلا تفكير في مستقبلك الطويل ..... كان'''' راسك أكليمة ''''كما تقولون انتم بالهجتكم !!!!!
اما الان فتغيرت حياتك بدخولك الى ارض السافلين ، ارض يخونك الأخ و القريب ، ارض تتاجر بالدين ، ارض تبيع فيه امك بالقليل من المال ، ارض يتهموك بالاباطيل  يألفون فيك القصص ولاساطير ، ارض نظامها ""المال هو سيدي "" وحب النقود هي ديني ،، فتتبدل العمة و الخال ، و تتغير الاخت والجار ،  ارض أنساهم حب المال دينهم !!!!
تغيرت لانك اصبحت مسؤل والمسؤلية هي باب الهموم والمشاكل
ضغوض الحياة هي التي غيرتك ياعزيزتي ولست انت من تغيرت ..!!!!!
لا تفكير كثيرا، تزوجي ابحثي عن شاب يملأ يومك فرح وسرور يعتني بك، يدلك، يحبك يعشق روحك الطيبة،  يتغزل بخصالة شعرك،  يكتب على عينيك شعرا،  تزوجي شاب يفهم معنى الحب شاب يعرف طعم الرومنسية، تزوجي من رجل يحمل همك وهم اهلك، تزوجيه لينسيك همومك القديمة،  تزوجي من ذاك الفتى الذي يشعر بنبضات قلبك حين تحزنين،  يفهم نظرات عينيك،  يشعر بحتياجاتك،  تزوجي من ذاك الرجل الطيب الذي لا يعرف معنى الغضب،  تزوجيه لروحه النقي ،لا تفكري في ماله ولا نقوده، فسعادة ياعزيزتي لا تشترى بالمال.... السعادة اغلى من الذهب والماس...السعادة هي ان تجد من يحبك حقا، شخص يحبك لا لشي سوى انه يحبك،  يحبك كما انتي..
..السعادة ياعزيزتي هي ام تعطف عليك، واب يحميك، وزوج يعشقك! "

وفي الختامة سأبحث عن زوج ،بتلك المواصفات كما أخبرتني النجوم. 💑.

-----النهاية --------

تحياتي
Hamodi salek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم