قصة رومنسية : هل هو حب أم وباء
هذه قصة لصديق رفض أن يكشف عن أسمه. و طلبمني أن أكتبها له بأسلوبي
لقد كنت صغيرا حين دق الحب باب قلبي. و أكثر ما
أبغض فيه هو أنه ضيف ثقيل. يدخل من دون إذن ولا يخرج بعدها. إلا أن يأذن الله.
حين ما كنت في الصف السادس ابتدائي وقع نظري على احداهن من دون قصد. و لبثت برهة. و إذا بها تحدق بي مع ابتسامة تعلوها علامات الخبث الطاهر ههه. و بعدها صار ديدن الأيام هكذا فعندما نمل من حديث المعلمة الطويل نسترق النظر إلى بعضنا كنوع من تسلية النفس. و مع مرور الأيام و الأيام تحول الى حب من طرف واحد أو يتيم كما أحب أن أسميه. رغما أنني كنت صغيرا حينها. إلا أنني كنت أحمل بين أضلعي أحاسيس الكبار و ما يشعرون به. و لم أصارحها بما أشعر به نحوها.
فقد كنت اعتقد أنه حب الصغر و المراهقة الفتية. التي لا تلبث أن يبدل العقل فيها الكثير. غير أنني كنت مخطئ تماما. و مرت السنوات و درسنا في المتوسط معا و كبرنا و كبر معي ذلك الأحساس الذي بدأ يشيخ عاما بعد عام لكنه يأبي الموت و كأنما روبط عمره بعمري و كأن يوم الوفاة واحدة.
و بعد أن أكملت الثانوية و دخلت الجامعة. كانت الصدفة أن وجدتها أمامي في نفس الجامعة. إنتابني بعض الارتباك لأنني كنت في فترة نقاهة دامة ثلاث سنوات. و عند اللقاء الأول. لم أعرف كيف اتصرف؟ هل أتصرف مثل ذلك الصبي الطائش؟ أم مثل مراهق المتوسطة؟ أم مثل راشد الجامعة و إنسانها (المترسمي).
كنت أريد أن أتصرف كطفل الإبتدائية لكي استرجع لحظات مليئة بالسعادة لكن الشخصية الجامعية التافهة كانت لها كلمة الفصل. و مع مرور السنوات الخمس التي قضيتها في الجامعة. كنت كل يوما أحدث نفسي أن هذا الحب مصيره الموت المحقق. ذلك أن عامل العمر من وجهة نظر الطرف الثاني حاجز متين و سور أقوى من سور ذو القرنين الذي بناه ليصد به بأس يأجوج و مأجوج. و ضف إلى ذلك أن الطرف الثاني لا يرى في شخصي إلا أخ
و صديق لم تلده أم ولا أب
و بالرغم من أنني كنت أعرف جيدا نهاية هذه القصة. إلا أنني اتخذت قرار يشبه قرار غزو هتلر و نابليون لروسيا رغم الفشل المضمون قررت أن أخوض الحرب. فعترفت لها بحبي الصادق لها. وآويت إلى ركن بعيد أنتظر ردة فعل. و بعد شهرين جاءني الرد الذي كنت اخشاه طيلة سنتين. فدخلت في غربة مع نفسي أحلل الوضع و أنظر في التبعات. فخرجت بفلسفة رمقتها في مسلسل الزير سالم مذ كنت صغير. و هي أن هذا الحب سيظل نزيل سجن قلبي المنكوب و أنني سوف أطور مناعة تطفي ناره كل مرة تشتد فيها. و أما الفلسفة التي رأيتها في المسلسل و هي أن ياقوت كان له حلم منذ صغره و هو أن يذهب إلى الهند لكي يرى العالم. و عندما علم أمرؤ القيس صديق المهلهل بأمر حلمه عرض عليه أن يأخذه معه في قافلة تجارية إلى الهند. لكنه رفض!!!! ¿ فقال له لماذا يا ياقوت ترفض هذا العرض؟ الذي سوف يحقق لك حلما. لطالما تمنيت أن يتحقق و سوف أعطيك أجرة كذلك. قال له أنا إنسان ضعيف و بسيط لا أطمح في جاه ولا ملك و ليس لي إلا هذا الحلم. وهل يعيش الرجال من دون أحلام. و هل للحياة معنى من دون غاية قد تكون لا تدرك معنى تستحق أن نحيا من أجلها.
و الآن اتخذت هذه الفلسفة منهجا و عقيدة. و طريقة حياة. تسمح لكل قلب مكسور إن يعيش حياته و كأن شئا لم يكن.
بقلَم / محمد ولدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق