> رواية: قنبلة، الجزء الثالث - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الخميس، 2 يناير 2020

رواية: قنبلة، الجزء الثالث

رواية: قنبلة .الجزء 3

رواية: قنبلة، الجزء الثالث 

القنبلة هي رسالة من نوع خاص،  نحن امام لغز غامض ياصدام!  الأمر اصبح مخيفاً ومعقد اكثر مما توقعت!

لا اظن ذلك، اظنها مجرد رسالة عادية كتبها احدهم يوما، ورماها احد الصغار في حصالته ظنن منهم انها نقود!

لا اتفق معك،  لماذا لم تحترق!  هناك شئ مبهم وغامض خلف هذه رسالة!

والحل يا يوسف!؟

لا اعرف.... نحتاج ان نفكر ونربط بين الاحداث! 

حسناً... والان نحتاج لنرتاح ،الجماعة تنتظرنا بالعشاء!

حسنا... هيا بنا

ظل يوسف يقلب الورقة،  خط كبير ومتناسق، يشبه خط من يكتب في لوح خشبي القرآن،  قرأ الرسالة عشرات بل مئات المرات،  يركز في كل كلمة ويعاود قرأنها في عقلها مرات ومرات يظل يردد الكلمة عله يجد خيط للقضية!  وينظر جيدا الورقة

"""""80/9/9. ،بداية الطريق، أثناء هروبك من العار، اياك ان تتجه الى الجحيم !...لاتنسى انك غريب ....وستظل! """"

مامعنى تلك الارقام!  وعن اي طريق يتحدث! 
عار! ....جحيم ! انا حقا عاجز عن فهم هذه الرسالة! 
لاتنسى انك غريب ! يبدو انه يخاطب شخص ما!  اظن ان هذه رسالة موجهة لشخص معين ! 
"انت غريب ..وستظل! "
 ياترى من يقصد بالغريب!  ....لكن ربما هي رسالة عادية كما قال صدام،  ربما شخص اراد ان يخفيها في الحصالة من اجل ان تقرأ في يوم ما! ورموها اهله في القمامة قبل ان يتم له ما اراد ووجدنها نحن صدفة ! نعم نعم يحصل هذا وهو امر وارد.... سأنام وارتاح من هذا تفكير المزعج !

صباح مشمس و كئيب من ايام سبتمبر  الحارة،  يوم روتيني وهادئ، حركات المواطنين تكاد تكون منعدمة ، بعض السيارات تتحرك بستحياء ، هو يوم ك سائر ايام المخيم ! توجه يوسف وصدام نحو سوق الغربي، كان يوسف يخطط لستجواب التٌجار عن اولئك الأشخاص الذين شاهدهم ليلةالحادث ، دخل الى اول متجر ،متجركبير للمواد الإلكترونية ، داخل من بوابته زجاجية ،متجر منظم ومرتب ونظيف،  خرج من غرفة صغيرة شاب متوسط القامة قابلهم بإبتسامة وقال لهم
تفضلوا.. المتجر متجركم!

معك المحقق يوسف من الشرطة المركزية للولاية. نريد ان نسألك عن امر هام!

تفضل بالجلوس رجاءً ثم سأل عما تريد!

نشكر لك حسن معاملتك، لكن نحن في عجلة من أمرنا !

حسنا تفضل

بالامس هل شاهدت اشخاص غرباء يرتدون نظرات سوداء ويقرأون جريدة! 

للاسف لا

كان احدهم يقف بالقرب من متجرك، كيف لم تلاخظ ذلك !!

ياسيدي كما ترى المتجر كبير و زبائن كثر الحمدلله ونحن لا نملك الوقت لنراقب الشارع! 

حسنا اشكرك على حسن المعاملة

ثم توجها نحو متجر المواد الغذائية كانت إجابته نفس اجابة صاحب متجر المواد الإلكترونية، ان متجره كبير ولا يملك الوقت لمراقبة الشارع ،ولم يتفطن لاي شئ لانه لايخرج من متجره بسبب كثافة الزبائن!  كان الجزار رجل طويل جدا،  يدخن نوع خاص من السجائر يدعى "مانيجا" ، قال لهم بغضب حين سألوه
أنا لا انظر لشارع وإن نظرت اليه فأنا أنظر من اجل مراقبة الحسناوات،  انا أنظر لشارع لتغزل بالفتيات الصغيرات وان كان ماتسألون عنه إمرأة سأبحث معكم، ثم ضحك ضحكة مزعحة ثم سعل وكح كحة شديدة! 

بعد ان خرجا من عنده قال صدام
يعجبني هذا رجل،  يبيع اللحم الاحمر ويبحث بعينيه عن نوع اخر من اللحم!

ماذا!! 

انت لن تفهم ماقول لأنك متزمت، هذه مصطلحات خاصة بنا نحن!

تقصد من!

من يبحث عن اللحوم الحمراء ههههه

تافهين ...!

متزمت!

يكفي، هيا لنسأل هذا الخياط!

كان الخياط شيخ كبير في السن،  علامات الكبر والمرض بادية على وجهه،  يجلس بالقرب من متجر المواد الغذائية، لحاف بسيط بعض المعدات الخاصة بالخياطة، كرسي خشبي قديم، ولا يكاد يرفع عينيه من على الاخذية التي تجمهرت نحوه،  انواع الاحذية تراكمت بجواره،  لم يكن عنده زبائن لكنه كان منشغل وشارد وكان كل تركيزه منكب على حذاء نسائي  من الكعب العالي ، وقف يوسف بجواره وقال
السلام عليكم يا سيدي

وعليكم السلام

معك المحقق يوسف من الشرطة المركزية للولاية، نريد ان نسأل ان كنت شاهدت بالامس رجال سود يرتدون نظارات ويحملون جرائد بالقرب منك! 

لا....!

كان احدهم يقف بجوارك الامس!

ياسدي انا شيخ كبير ونظري ضعيف،  وكل تركيزي على الاحذية،  أخرج كل صباح من خيمتي  واظل عاكف لا اتحرك وبصري في التراب حتى ارجع الى خيمتي في المساء!  يمر من هنا ومن أمامي عشرات الناس كل يوم، انظر فقط الى نعالهم واحذيتهم الفاخرة والجديدة واطلب من الله ان يفسد احذيتهم لكي يأتون لخياطتها فأنا اعيل اربع بنات ولا املك ولد لمساعدتي في المصروف! 

انا حقا اسف

لا عليك يأبني ،لكن ان كنت تبحث عن شخص ما في السوق فتوجه الى المتاجر الكبيرة فهم يضعون كاميرات خارجية تراقب الشارع! 

واو صدقت كيف لم افكر في هذا...... ولم يكمل جملته حتى سمعوا صوت انفجار صغير داخل السوق ،  ركض يوسف باقصى سرعه نحو الصوت،  وجد كل التجار قد سبقوه لمكان الحادث، وقال بصوت عالي مالذي يحدث!؟

قال احد التجار ، اظن بعض الاولاد الصغار رمى بعض الالعاب النارية هنا!

وهل شاهدت انت الاولاد !؟

لا... لكن لا تحتاج تفسير، فهي مجرد الالعاب نارية من صنع الاطفال يستخدمونها في الأعياد ! ثم تفرق الجميع وتركوا يوسف و صدام ينظران الى مكان الانفجار الصغير ! كان حوش صغير وقديم ،مبنى قديم من الطين تتراكم عليه سنوات من الضياع والنسيان، كان يقف صامداً بين متجرين كبيرين للملابس ،قال صدام وهو ينظر الى يوسف هي مجرد الالعاب صبيانية يا يوسف لا تفكر في الامر!  لم يتكلم يوسف وظل يراقب في صمت وكرر صدام كلامه بصوت مرتفع

يايوسف قلت لك انها مجرد الالعاب صبيانية! آلا تسمعني!!!

نظر اليه  وكان خايف وتغير وجهه وبالكاد استطاع ان يخرج كلمة بعد ان بلع ريقه وقال
نفس الخط !

ماذا!!

نفس الخط ياصدام انا متأكد من هذا!

ماذا تقول!؟  انا حقاً لا افهم!

انظر هناك الى ركن الحوش القديم!  هناك في اخر زاوية من الركن الغربي هل تشاهد تلك الكتابة بالخط الاحمر

تقدم صدام ومر فوق بعض الاوساخ ووقف امام الحائط القديم و قرأ صدام الجملة بصوت خفيف
" حين تشعر بالسعادة ،اعلم انك على بضع خطوات من الجحيم..... "

نفس الخط ياصد....
بووووووم...... بووووووووم
ولم يكمل اخر حرف حتى زلزلت الأرض بصوت انفجار عظيم شرق السوق مباشرةً.......... يتبع
__________
قنبلة
الجزء الثالث
Hamodi Salek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم