> رواية: قنبلة، الجزء الرابع - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الخميس، 2 يناير 2020

رواية: قنبلة، الجزء الرابع


رواية: قنبلة، الجزء الرابع


رواية: قنبلة، الجزء الرابع


نفس الخط ياصد....
بووووووم...... بووووووووم
ولم يكمل اخر حرف حتى زلزلت الأرض بصوت انفجار عظيم شرق السوق مباشرةً! 

ركض يوسف وصدام ومجموعة كبيرة من تجار صوب الصوت، كانت القنبلة مدسوسة داخل القمامة شرق السوق،  تطايرات الاوساخ هنا وهناك،  لم تكن قنبلة كبيرة جداً،  لم تحدث حفرة ،كان صوتها عظيم لكن لم تسبب اي ضرر على المباني او السكان!  توقفت عشرات السيارات، وحضرت النسوة والفتيات اللواتي كن في السوق،  بدأت الكاميرات تلتقط الصور !

لم يكن احد يستطيع ان يفسر ما حدث!  ظل يوسف يراقب حركات الناس، ويفترس اوجه السكان، ويدقق في كل صغيرة وكبيرة،  لم يتفطن لاي شئ، كان الجميع يراقب مكان الانفجار ويتمتم! 
تقدم يوسف وصدام  الى مكان الانفجار،  وتقدم خلفهم  شاب طويل ويرتدي ملابس انيقة ولثام ابيض وقال
هذه قنبلة مصنوعة يدوية،  هي خليط من المواد الكيميائية قادرة على احداث ضجة كبيرة جداً لكن بدون تأثير! 

كيف عرفت هذا!؟

من تلك البقع الزرقاء انه محلول كيميائي مشهور يستخدم في صناعة القنابل اليدوية البسيطة! 

من اين لك كل هذا!؟

انا خريج هندسة طرائق وافهم جيد المواد الكيميائية، و حاصلة على شهادة ماستر في الفيزياء النووية!

جيد جداً،  واين تصنع القنبلة ومن اين له بالمواد الكيميائية! 

على حد علمي لا مكان هنا في المخيم لبيع المواد الكيمائية، لكن اظن ان صاحب القنبلة إشترى المواد من تندوف!

إحتمال وارد! 

لكن حسب ما اعتقد ، ان الامر بسيط،  مجرد شاب مهوس بالكمياء اراد ان يجرب صناعة قنبلة ! كنوع من الاثارة والمتعة!   فنحن الكميائين نحب هذه الاعمال ونستمتع بصناعة التفاعلات الكيميائية ونتلذذ حين نشاهد انفجار بين عنصرين كيميائين!

تجدون متعة في الانفجار!  غريب

مجرد متعة تحصل لنا،  لكنها كانت تحصل لنا فقط حين كنا نجرب في المخبر في الجامعة ! انا قلت لك كيف يفكر الكيميائي، وان الانفجار مجرد تجربة من شخص مجنون بالكمياء كما اعتقد! 

معقول، قالها صدام

كانت الناس تستمع للحوار،  وحين رحلت الناس وتفرقوا، راقب يوسف المكان وظل يقلب ويدقق ومرة يجلس ومرة ينهض، ولم يترك مكان الا ونظر اليه ودقق لكنه لم يجد كعادته اي كتابة ولم يجد اي رسالة، فتأكد ان الامر مجرد هوس شاب مجنون بالكمياء كما اخبره ذلك الشاب الغريب!

رجع لسيارة ووقف امامها يراقب الشارع ، بينما كان صدام يتحدث مع بعض الفتيات على مقربة منه،  يضحك ويقهق ويشعل سجارة تلو الاخرة ومستمتع بوقته وكأن الامر عادي، وكانه نسي امر القنبلة! 

أكمل صدام من محادثة الفتيات، ثم تقدم وقال له

لقد نشروا الان في الفيس بوك خبر القنبلة يا يوسف

وماذا كتبوا!

شاب مهوس بالكمياء يفجر قنبلة داخل المخيم! 

غريب! 

مالغريب! 

آلم تلاحظ ان في كل خبر ينتشر في الفيس بوك، تكون العبارة هي نفسها عبارة الشخص الذي فسر الحادث! شاب مهوس بالكمياء قالها ذلك الشاب الغريب!

ماذا تقصد! 

اظن ان صاحب الانفجار يريد ان يصل الى شئ من خلال توجيه الاعلام الى نقطة معينة يريدها هو! 

لم افهم!

لا اعرف لكن هناك شئ غامض في كل انفجار،  وكل انفحار نجد من يفسر تفسيرات منطقية تجعلنا نصدق تفسراتهم، ولا يتركوننا نفكر او نخطط، يريدون منا ان لا نتحرك وان نصدق ان كل الانفجارات مجرد صدف واخطاء!

لا افهمك!

اللعنة ....حسنا ...هيا اركب ،انت مزعج حقا ياصدام

ههههه.... انا لا افهم حرف مما قلت، الامر عادي، وكما اخبرك ذلك الشاب مجنون بالكيمياء لماذا نتعب انفسنا بتفكير وتحقيق! 

احمق!  لن اضيع وقتي في شرح لك

ركب السيارة وحين جلس يوسف على مقعده شعر بشئ تحته، فنظر فوجد ورقة صغيرة وحين فتحها دون ان يتفطن صدام له قرأ

""الماضي يموت لكنه يعود،  يختفي في لحظة ضعف لكنه يظهر فجأة اقوى من اي وقت كان،  الماضي بقسوته راجع بروح جديدة ،لينتقم!"

تجمد الدم في عروقه، ورتفتعت نبضات قلبه، وبدأ يرتعد، تفطن صدام له ونظر اليه ووجده ينظر اليه وكان خائف جدا، وقال له
مابك يايوسف!  هل انت بخير!؟

أعطاه الورقة وقال له

نفس الخط ياصدام،  لكن المخيف في الامر ان شخص يعرف اننا نتبعه او نحقق في قضية القنبلة! 

كيف !

صاحب القنبلة يريد ان نفهم رسائله، انه برسائله يريد ان يوضح لنا هدفه وقصته! 

لم افهم!

القنابل ليست اخطاء او تجارب كيمائية او الالعاب اطفال، انها رسائل والالغاز يريد منا ان نفهمها! 

لم افهم!

وانا ايضا لم افهم،  لكن يجب ان نربط بين الرسائل ونحاول ان نفهم قبل ان نكون نحن الضحية القادمة! 

كيف! 

الم تلاحظ الى اخر كلمة في النص... الانتقام!  لقد بدأ أسلوب خطابه يتغير و استخدم اسلوب التهديد.... الأنتقام ياصدام!  هذا الشخص لا يلعب انه يعرف جيدا مايريد واظن ان لكل رسالة معنى ومع كل قنبلة هدف، وحتى الموقع اظنه يختاره بعناية!  نحن أمام شخص غامض ويبحث عن الانتقام !

ممن! 

من اشخاص معينين ربما أنت يا صدام!!!! 

انت تمزح! 

لا أمزح، كيف تفسر وجود رسالته في سيارتنا!  انه يعرفنا يا صدام! 

معك حق كيف وصلت رسالة الى السيارة!  كيف لم افكر في الامر !

الشخص يريد الانتقام منا ياصدام.....!

لكن لماذا!؟ 

ربما جمعتنا به قصص في الماضي ! ربما ظلمناه او تسببنا في أذيته او أذيت أسرته!

كيف!؟

الماضي يموت لكنه يعود،  يختفي في لحظة ضعف لكنه يظهر فجأة اقوى من اي وقت كان،  الماضي بقسوته راجع بروح جديدة ،لينتقم!.....يتبع

____________
قنبلة
الجزء الرابع
Hamodi Salek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم