> رواية : قنبلة، الجزء الخامس - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الخميس، 2 يناير 2020

رواية : قنبلة، الجزء الخامس

رواية : قنبلة، الجزء الخامس

رواية : قنبلة، الجزء الخامس

الماضي يموت لكنه يعود،  يختفي في لحظة ضعف لكنه يظهر فجأة اقوى من اي وقت كان،  الماضي بقسوته راجع بروح جديدة ،لينتقم!

لكن ماعلاقتي انا به وبماضيه!  أنا اعرف نفسي جيدا، مجرد شاب يقود سيارة الشرطة، بلا مشاكل مع الناس ولم اقتل او أسرق احدهم يوما!  انسان بسيط و واضح والجميع يعرفني جيداً!

ماذا تقصد!؟

اقصد انك تحاول ان تشركني في ماضيك اللعين يا يوسف،  انت شخص غامض يا يوسف لا حد يعرفك ولا يعرف اهلك،  هل تظن انني قد صدقت قصتك وقصة جدتك البكماء !  انت شخص مبهم الجميع في المركز يتكلم عنك وعن غموضك وعدم شفافية شخصيتك، انت بالنسبة لنا شخص غامض لا نعرف عنك شئ ولا عن ماضيك ! ربما انت مدسوس بينا!  او ربما انت عميل او جاسوس لا اعرف لكن انت بالنسبة لي شخص قادر على ان تفعل كل شئ، ربما انت تملك شخصيتين شخصية تحقق وشخصية تُفجر!!

انت غبي!  كيف يعقل هذا !

هل تظن اني سأصدق ان يوسف الذي كان يحقق في العدس والارز ويتفطن لملابس الفتيات هو نفسه يوسف الذي يحقق في الانفجارات ويربط بين الاحداث ويفهم ماتحت السطور،!! ربما انت شريك في مايحدث او ربما انت من يفعل كل هذا لغرض ما!

ياصديقي انت....

انا لست صديقك ولا اعرفك،  ولن تركب ايضاً في سيارة معي،  مادام هناك تفجير ونتقام فأنا لن اسمح لنفسي ان اموت ضحية لماضيك المجهول!

ياصدام اكد لك ان هناك سوء تفاهم،  انا قصتي هي التي اخبرتك قسم لك بالله!  ولا يوجد عندي ماضي ،ولست قاتل او عميل او جاسوس!

لا اريد سماع شئ عنك ،انت غامض شخص لا يضحك ودايماً عبوس وحزين ،لا تضحك لضحكنا، ولا تبتسم لنكت، وتظل دايماً معزول وبالكاد تخرج من مركز الشرطة، كأنك بلا اهل!  بلا أصدقاء....بالله من انت يايوسف!؟

انا.....

اسسسسسسس اس.... لا تتكلم ارجوك ارحل عني ولا تقل انك صديقي!  وانا ايضا سأستقيل من مركز الشرطة لمدة شهر او شهرين لعلي أرتاح فأنا مازلت شاب ولا اريد ان اموت مقتول في إنفجار في سيارة الشرطة!

انت تهذي و في وهم عظيم ياصديقي!

افضل العيش في الوهم على مصاحبة شخص غامض مثلك !

رحل صدام وترك يوسف واقفاً ينظر اليه، مصدوم من تغير طباعه وكلامه الجارح وتحليلاته الغير منطقية ، لكن كان يقول في نفسه انه ربما هو على حق من انا! !!! حتى انا لا اعرف من اكون؟
 لقد وجد نفسه وحيدا عند جدته البكماء لا تتكلم ،واخبروه ان امه ماتت حين ولادته وابوه مات بعد ذلك بشهرين!  ولايعرف له خال او عم! الا عم واحد ظل ياتي الى المخيم لفترات معينة ثم اختفى قيل انه مات في موريتانيا!  ظل يمشي شارد الذهن ويفكر في مسار حياته الشخصية، وماضيه واهله وجدته ويحاول تذكر اي شئ يذكره بامه!  حتى استفاق على صوت
بووووووم...... بووووووووم.....!

صوت انفجار يبدو ان خارج من اقرب دائرة منه، إلتفت نحو صوت الانفجار ثم يسمع بوووم بوووم
انفجار ثاني ثم ثالث ورابع!
ركض بكل سرعته نحو مكان الانفجار ! وجد ان المواطنين قد حاصروا المكان وتجمهروا وحتشدوا ،  العشرات من النسوة عند مركز الادارة !  تكلم مع رجل كان يقف في مقدمة الصف مالذي يحدث هنا!
كنا في اجتماع المجلس المحلي،  وماهي الا لحظات، حتى سمعنا صوت انفجار في كل اتجاه من اتجاهات الادارة المحلية لدائرة!

وهل هناك ضحايا!

هههه. اي ضحايا هي مجرد الالعاب صييانية لم تأثر على أحد!  انظر حتى الحائط لم يتأثر !
""""مافيها ماهو كبر الصوت! """

قام يوسف يبحث عن مكان الانفجار عله يجد شيئاً يساعده في بحثه عن هذا اللغز الغامض!  وسأل رجل أين نفجرت اول قنبلة!

اول شيئ سمعنها في الاتجاه الشرقي ثم الشمالي ثم الغربي واخيرا الجنوبي بالقرب من الباب!

ذهب الى اول اتجاه ، نظر بتمعن الى الحائط ،كأنه متأكد ان صاحب الانفجار سيترك لهم رسالة كعادته!  نظرا جيدا فوجد مكتوب بالفحم الاسود وبنفس الخط!
"يومها حين ضحكتم كنت أنا أتألم كثيراً! "

مشى بسرعة فائقة نحو الاتجاه الشمالي، وقرا نفس الخط بمكتوب بالفحم لكنك بالكاد تتفطن له!

"وحيداً، ولم يكن لي سند!  لكنكم ضحكتم! "

زاد من خطواته نحو الاتجاه الغربي، ووقف عند مكان الانفجار ودقق نظر وكان الخط صغير جدا و بالكاد يمكننه قراته

"حتى الصراخ لم يشفع لي!"

واخيرا وقف امام الباب ووجد اخر جملة

"دمعة.......، الدمعة لاتعني الانكسار، ربما هي تثمل اقصى مراحل الذل!  "

لم يفهم يوسف تلك الجمل والالغاز التي كتبت، كان شبه متأكد ان هناك من يخطط ويدبر لأمر ما، الالغاز ليست عبث يجب ان يعرف هذا شخص الغامض!  ،ذهب الى مركز الشرطة ظل يومين كاملين يفتش ويدقق ويربط بين الجمل والحروف والارقام لكنه عجز عجز تام ، فشل في كل محاولاته ! واخيرا فكر في" منصور ديدجي" ، رجل ناهز الخمسين عاماً، محقق قديم، معروف بحبه لداعبة، مزال يعمل معهم في المركز، ففكر ان يناقش معه الموضوع ربما ساعده في فهم القضية حسب تجربته الطويلة مع الازمات،  وهو بكل تأكيد يفهم عقلية المخيم! ذهب اليه في مكتبه الصغير، كان يجلس على كرسي خشبي صغير ويدخن ويشاهد التلفاز، فهو مهوس بقناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي!  القى عليه السلام وترحاب ثم قص عليه الحكاية من بدايتها!  قال له منصور

قديما في نهاية سبعينيات القرن الماضي ،بعثتنا اللجبهة انا وأربعة من أصحابي الى وهران في الجزائر لندرس اختصاص جديد هل تعرف ماهو! ؟

لا...

اسمه علم نفس الجريمة ، علم يختص في محاولة فهم تفكير المجرم،  ويدرس نفسية المجرم وأساليبه، وكيف يفكر ويخطط! لأن كل مجرم يقتل او يفجر هو منطلق من حالة نفسية خاصة!  وكنا ندرس تلك الاهداف وكيفية معرفتها!

جميل جدا، اذا بكل تأكيد انت الان فهمت نفسية هذا المجرم صاحب القنابل!

للاسف لا ، انا كنت اغبى الجماعة لم اكن افهم شيئا في علم النفس ، وبقية الرفاق معظمهم مات او اعتزل المهنة!

غير معقول!  والحل؟

كان اذكى المجموعة ابراهيم،  لقد كان ذكي لدرجة ان صاحب التكوين عرض عليه العمل معهم في قسم للامن في وهران! براتب جيد وسكن وضمانات اجتماعية خاصة وغيره من الامتيازات!

واو!

لكنه في ذلك الوقت رفض لان الجبهة الشعبية تناديه وتحتاجه!!!!!!

واين هو الان!

مجرد ميكانيكي سيارات في دائرة الفرسية !

وهل سأجده هناك!؟

لكنك لن تجد عنده شئ!  ستجد معلوماته قد اختفت بسبب بربولينا"زيت السيارات"! ههههه

اعطيني انت العنوان و ساحاول!

ذهب يوسف الى الفرسية گراج صغير جدا يعمل داخله رجل كبير، لحيته تبدو وكأنها ذبلت وتساقطت وتغير لونها بسبب الزيوت،  لباسه رث ورائحة المكان متلأت من رائحة المحروقات والزيوت!  دخل صدام على ابراهيم، رجل طويل ومن قسمات وجهه يظهر حدة وصرامة ،كانت نظراته ثاقبة، يبدو انه محنك وذكي!  قص عليه القصة الكاملة ثم قال ابراهيم !

لقد ذكرتني بأيام لاتنسى ! لكن للاسف لم اعد اتذكر شئ من تلك العلوم!

ارجوك حاول من اجلي ومن اجل سكان المخيم،  الجميع في خطر كما لاحظت من تلك الرسائل!

حسناً... سأحاول

غير ملابسه، وذهب معه الى خيمته كان منزله متواضع مزال يعيش داخل البيوت الطينية،  بعد ان طقت مباني الاسمنت على حياة المخيم!

حسنا لنبدأ قالها ابراهيم بعد ان صنع له اول كأس من الشاي

بسم الله

لنبدأ مع اول جملة كتبها ،ماذا كتب

كتب
"9/9/80 البداية ، أثناء هروبك من العار، اياك ان تتجه الى الجحيم !...لاتنسى انك غريب ....وستظل!

حسنا... كما هو معروف الارقام تمثل حدث مهم عند المجرم، هذا يعني ان تاريخ 9/9/80 ، هو بداية الحكاية او بداية الطريق او بداية المشكل!

جميل جدا....

"اثناء هروبك من العار"، هذه تعكس ان المجرم عاش مشكل عويص ربما مشكل عائلي وقرر تخلي عنه والانسحاب ظننا منه ان الانسحاب والهروب حل لكنه وجد في هروبه المرارة والعذاب والالم وهذا هو تفسير كلمة "الجحيم"!

"لاتنسى" هذه عبارة قط تكون رسالة لشخص معين، وربما هي رسالة لنفسه يعاتبها !

واو مذهل...

"الغريب" ربما يقصد انه غريب على البلاد او غريب الاطوار او غريب على الولاية، وربما غريب النسب للانه قال وستظل!  يعني الغرابة ستظل ترافقك دائما وهذ يمكن ان نقول انه يقصد ان نسبه او اهله غرباء على المجتمع!

وماذا نفهم من كل هذا!

لا اعرف، لكن هناك شئ مهم

ماهو ؟

الاتجاه  الذي حصل فيه الانفجار ،حسب كلامك ان لكل انفجار رسالة معينة،  يعني هو يختار بعناية  مكان الانفجار ووقته !

ماذا يعني هذا!

يعني ان ان الجنوب له معنى!  و خلف الجدار الرملي له معنى!

ماذا تقصد!؟

اقصد ان بدايته من الجنوب، او هو قادم من الجنوب ،يعني ان الجنوب يمثل بدايته او ربما كان الطريق الذي مر به ودخل من خلاله الى السمارة ! اما الوقت فأكيد هو وقت دخوله الى السمارة!

يعني حسب مافهمت، هو قادم من ولاية الداخلة فهي تقع في الجنوب الشرقي للولاية ! او ربما قادم من مصحة 12 اكتوبر فهي جنوب ولاية سمارة يعني انه غريب الاطوار لانه مجنون وسيظل مجنون حسب كلامه!

لا هذا الشخص ليس مجنون يايوسف هذا شخص  ذكي جدا ويعرف مايفعل!  الجنوب قد يقصده به شئ آخر!

ماهو!!!!؟

اظن هذا شخص قادم من ارض خارج المخيم، ربما قادم من ارض "ازواد" فهي تقع جنوب المخيم، ففي ثمانينيات القرن الماضي حضر العديد منهم للمخيم !

معك حق، تفسير منطقي جدا!!

اذا كان هذا تفسير صحيح يايوسف فأننا .....يتبع
____________
قنبلة
الجزء الخامس
Hamodi Salek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم