> رواية : قنبلة الجزء الثاني - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الأحد، 29 ديسمبر 2019

رواية : قنبلة الجزء الثاني

رواية : القنبلة الجزء الثاني


رواية : القنبلة الجزء الثاني

لقد اختفوا ياصدام... الأمر اخطر من ما كنت تتوقع!
هيا بسرعة احضر سيارة الشرطة  لنذهب الى مكان لإنفجار...!

كان صدام يقود بسرعة جنونية ،  بعد ان خرجا من برج المراقبة الجنوبي للولاية"كنطرول"، برج المراقبة الجنوبي شبه خالي فهو معبر منعزل ،ولا يمر معه  احد عادةً،  لقد تجمهر العشرات من الناس قبلهم عند مكان الانفجار ، العشرات من السيارات سبقتهم لمكان الحادث!  خرج يوسف من السيارة مسرعا وجد رجل كبير في السن يعرفه وقال له 
مالذي يحدث!؟  

أحدهم فجر قارورة 20 لتر من المازوت عند نقطة القمامة تلك!  

تقدم شاب منهما وكان يبدو من قسمات وجهه انه انسان متعلم وقال

لا اظن ذلك، إن قاروة المازوت حتى وإن نفجرت لن تصدر هذا صوت المزلز، أظن كان بها مواد كيميائية قابلة للانفجار!  

قال يوسف في نفسه "تحليل منطقي جدا! " 

تقدمت إمرأة وكانت رثة اثياب وقالت 
انا اعيش بالقرب من الجدار الرملي "أربط"، وفي كل مرة يقوم احدهم بحرق القمامة،  واحياناً يحرقون العجلات،  لكن لأول مرة يكون الإنفجار هكذا!  

إبتسم رجل وقال لماذا كل هذا الخوف بادي على وجوهكم  !أنظروا جيدا لمكان الحريق لقد قام هذا شخص بحرق كمية كبيرة من الادوية والمستلزمات الطبية واظن كان بها مواد كيميائية خطيرة وهذا هو سبب صوت الانفجار!  

لكن اين السيارة التي قامت بحرق الادوية! قالها شاب قصير وكان يجلس في سيارته المرسيدس   ، ثم تكلم صديقه الذي يجلس بجواره 
نحن اول الواصلين الى هنا ولم نجد احد !

اجاب نفس الرجل وقال ياعزيزي ربما السيارة ذهبت الى 12 اكتوبر او الى ولاية الداخلة قبل ان تصل انت وصديقك!  وكما انه وقت المساء وظلام وهذا منع عليكم الرؤية!  

كان تحليل الرجل منطقي جدا،  ربما سيارة تابعة للمستشفى الولائي قامت بحرق كمية من الادوية بها مستلزمات كيميائية  مما سبب انفجار عظيم!  رحل الجميع بعد ان هدات نفوسهم ووجدوا في تحليل ذلك الرجل ما يشبع رغباتهم وشكوكهم ،رجعوا ومعهم تحليلات لما حدث من اجل حديث الشاي الأخضر هذه الليلة! 

بعد ان رحل الجميع، ظل يوسف يراقب مكان للانفجار،  كان شارد الذهن ولم يتحرك، يقلب بصره في كل مكان،  تقدم منه صدام وقال 
هيا لقد تأخر الوقت،  لقد كانت مجرد حريق عادي!  

لا اعرف، هناك امور غير منطقية في الانفجار،  انا لم اصدق تحليل ذلك الشخص! 

وهل عندك تحليل اخر يمكنك ان تشرح به ما حصل!  

للا سف لا...! 

اذا هيا بنا! لقد تأخر الوقت والجماعة في المركز اكيد ينتظرون مستلزمات العشاء التي توجد داخل السيارة! 

حسنا... هيا،  لكن قبل الذهاب الى الشرطة يجب ان نذهب الى المستشفى اولاً!

لماذا! 

ستعرف كل شيء في وقته،  يجب ان تفكر كشرطي ومحقق، يجب علينا ان لا نفكر مثل المواطنين ياصدام، انا محقق ولم اجد بعد تحليل منطقي لما حصل،  ولم أنسى بعد موضوع اصحاب الجريدة الذين وجدناهم داخل السوق!  

حسنا ايها المحقق الماهر سنذهب الى حيث تريد ،لكن ارجوك يكفي فلسفة فأنا لا احب هذا نوع من الشكوك، احب ان اخذ المواضيع ببساطة تامة!  

كن جاد ولو لمرة واحدة يا صدام، فأرواح المواطنين ليست للعبة!  

توقفا امام باب المستشفى، دخلا من الباب الكبير، غرفة المدير في اول مبنى غرب البوابة مباشرةً ، مبنى جديد  دخلا الممر  اول غرفة شمالا كانت غرفة المدير ، طرق الباب،  خرج المدير العام للمستشفى 
اي خدمة يا شباب! 

انا المحقق يوسف من الشرطة،  وهذا زميلي صدام نريد ان نسألك عن بعض الادوية والمستلزمات الطبية الفاسدة خرجت من المستشفى قبل ساعة من الان!

هل انت متأكد!  

لا... نحن فقط نسألك هل امرت بخروج بعض الادوية الفاسدة وحرقها خارج الولاية!  

طبعا لا،  لم تخرج ولا حبة دواء واحدة اليوم،  كما ان اي كمية فاسدة تخرج بتوقيع من المدير، وتذهب الى وزارة الصحة في أرابوني وهي تتصرف بطريقتها الخاصة!  

افهم من كلامك ان المستشفى لم تخرج منه حبة دواء واحدة!  

نعم بكل تأكيد ! لكن مالذي يحصل؟ 

لا شئ، أشكرك سيدي المدير، ونتأسف على مجيئنا في هذا الوقت المتأخر من الليل!  

خرجا من المستشفى،  وقال يوسف 
قلت لك ان الامر ليس تفجير عادي، هناك شئ وراء هذا الانفجار لا نعرفه  ! 

ولان ماذا ستفعل!؟

سنرجع الى مكان الانفجار لا بد ان نجد شئ! 

ارجوك يكفي، ليس الان، لنترك الموضوع الى الغد!  

حسنا لن ازعجك،  سأمشي وحدي! 

تبا لك يا لك من محقق لعين، وعنيد!  سأرافقك لكن سنمر على المركز قليلا، اظنهم مازالوا ينتظرون وجبة العشاء!  

حسناً... 

حين دخلا الى غرفة الجلوس في المركز، كان هناك عشرات الشباب من عمال وعساكر تابعين لجهاز الشرطة،  يصنع احدهم الشاي،  والباقين جميعهم يحملون هواتفهم النقالة، يتصفحون الأنترنت!  وحين دخل يوسف وصدام قالا احدهم!  

هل سمعتهم بالخبر الجديد! 

ماهو!؟  قال يوسف 

احد الناشطين في الفيسبوك كتب 
تحت اهمال الدولة انفجار عظيم جنوب ولاية السمارة سببه حرق كمية كبيرة من المواد السامة، و يتسبب في انتشار غاز قاتل!  

وتكلم اخر كان جالس في الركن الغربي من الغرفة مازال يلبس ملابسه العسكرية وقال 
لقد كتب ناشط فيسبوكي اخر وقال 
قنبلة كيميائية داخل المخيم تسبب ذعر الأهالي، واحتمال يكون لها اعراض جانبية على صحة المواطنين!  

وقال الذي يصنع الشاي هناك موقع ايضا كتب
تحت اهمال السلطات الامنية المخابرات المغربية تنجح في زرع قنبلة بالقرب من المخيم،  تسببت في، قتل عائلة تعيش قرب الجدار الرملي!  

خرجا يوسف من الغرفة وتبعه صدام!  وقال 
انظر الى اين وصل بنا الحال!  رجل احمق تركناه يفسر تفسير خاطئ لناس بأن الانفجار سببه أدوية ! احدث ضجة عارمة في شبكات تواصل

لقد انتشر الخبر بسرعة يا يوسف!  وهناك عشرات الصور للانفجار !

طبعا سينتشر مادام ان هناك من يمد الناس بتحليلات خاطئة من رأسه  من اجل ان ينشرها في صفحته ليحصل له سبق اعلامي، والناس تترصد و تبحث عن هذا نوع من الاخبار لانه خبر فيه اكشن ويصلح ان يكون حديث الساعة!  

والحل!؟ 

يجب ان نجد حل منطقي، نكذب به هذه الخرفات التي نتشرت! 

وصلا الى مكان الانفجار،  مكان هادئ جداً،  ظلام دامس ،القمامة والاساخ تنتشر في كل مكان، صوت نباح الكلاب ، اختفت ألسنت النار، وندثر الدخان وتلاشى ، أمسك يوسف مصباح يدوي وظل يدور بمكان الانفجار، ثم توقف وقال 
صدام تعالى..... أنظر هناك!  

ماذا!؟ 

أنظر الى تلك العلبة! 

تقصد تلك "الحصالة" التي يستخدموها الاطفال في جمع الاموال!  

نعم... 

مابها!؟ 

ألم تلاحظ شئ !

لا..! 

لم تحترق!  أنظر جيدا، على رغم انها قرب الانفجار لكنها لم تحترق!  أنظر جيدا كل القطع والعلب سوداء جراء دخان الحريق الا هي لم تتمسسها النار!ولم يتغير لونها ! أليس غريب هذا!؟

ربما........ لا اعرف ماقول،  لكن مافائدة انها لم تحترق!  

لا اعلم،  سأنظر هل داخلها شئ!  

قام يوسف بهز العلبة جيداً وظل يستمع عله يجد صوت!  

لا يوجد داخلها صوت،  قالها صدام!  

بسرعة أعطيني سكين من السيارة! 

مابك!؟ 

أطن داخلها شئ! 

فتح  يوسف العلبة ، فسقطت منها ورقة بيضاء صغيرة! 
امسك يوسف الورقة في ذهول تام، وصدام ينظر اليه بإستغراب 
وقرأ يوسف مابداخلها!  

"80/9/9،بداية الطريق، أثناء هروبك من العار، اياك ان تتجه الى الجحيم !...لاتنسى انك غريب ....وستظل! 

مامعنى هذا يا يوسف!  

القنبلة هي رسالة من نوع خاص،  نحن امام اللغز غامض ياصدام!  الأمر اصبح مخيفاً ومعقد اكثر مما توقعت!  ......يتبع !

_________
قنبلة
الجزء الثاني 
Hamodi salek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم