> رواية: قنبلة، الأخير - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الخميس، 2 يناير 2020

رواية: قنبلة، الأخير

رواية: قنبلة،  الأخير

رواية قنبلة،  الأخير


"اذا لم تسمح لك الفرصة بالقضاء على ظالمك اقضي على كل الظلمة والاخطاء لابد ان ترتكب في سبيل تحقيق عادلتك!
لكن...
اذا شعرت يومًا بالبرودة فعلم ان نار الحرارة تلتهب خارجاً! "

نظر يوسف إلى الجمل ولم يفهم لهم شئ، ظل يفكر ويقول ،ماهذا الهراء الذي أرى!!!  اذا كان مات لماذا يترك لنا الالغاز!  كان يظن انها رسالة موجهه له بأن يكمل مسيرة والداه وان يقضي على الظلمة كما أسماهم! لكن ماذا يقصد بالبرودة والحرارة!!  لم يستوعب ماحصل وظن ان موته مجرد خطة للهروب!  فركب اول سيارة وتوجه نحو المستشفى ووجد افراد من الشرطة تحرسهم قوة عسكرية تحيط بالمستشفى، وجد صدام امامه وقال له

مالذي حصل!؟

لقد وجدناه مشنوق اليوم!  لقد مات!؟

واين جثته!؟

انها بالداخل!؟

دخل يوسف ونظر الى الجثة وتأكد ان ابوه قد فارق الحياة ومات!  وقال لصدام
يجب ان نغسله وندفنه!؟

لماذا نغسله، لقد قتل اشخاص أبرياء وروع المواطنين بقنابله وكان ينوي القيام بعمليات اخرى!!

ومن قال لك انه كان ينوي القيام بعمليات اخرى!!

هذا هو داب كل المجرمين يقتلون و يخططون للقيام بعمليات اخرى!!

لا اعرف....

ماذا تقصد....!؟

ولاشئ... لمهم يجب ان ندفن الجثة بسرعة!

لماذا!؟

من حق الميت ان يدفن بسرعة، وهذه من السنة!

لا اعرف ،لكني لاول مرة اجدك  مهتم بشخص الى هذه الدرجة يايوسف!

ليس هتمام لكن هي المبادئ والقيم الإنسانية!

مشاءالله......!  احسنت!!  سندفنه بسرعة سيدي المحقق!

لا تعحبني لغتك الاستفزازية هذه اشعر ان ورأها شئ !!

هههه انا امزح معك يارجل!   بالمناسبة لقد عينوننا للاشراف على امن المؤتمر الشعبي الوطني،  ويجب ان نتاخذ كل تدابير الامنية الازمة، انت تعلم انه مؤتمر كبير للجبهة الشعبية وكل الانظار مصوبة نحوه ،وعلينا اتخاذ الاحتياطات الأمنية الازمة!

سنفعل بإذن الله!  لكن ماهو دوري انا!؟

انا وانت سنكون  داخل قاعة المؤتمرات، علينا مراقبة الناس من داخل والخارج،  وبقية الجماعة ستتكفل ببقية الاماكن المخصة الاستقبالات وخارج الولاية التي سينظم فيها المؤتمر!

ومن المسؤول عن المجموعة!؟

بعد وفاة منصور اصبح "عالي اسطيجي" هو المسؤول لكنه بلا خبرة مدانية مثلي وقرر ان يترك مهمة امن المؤتمر علي انا وانت!

بل لك وحدك... انا فقط جندي أمر فأطيع والمكان الذي أرسلتموني اليه سأتواجد فيه من اجل حماية الناس والمواطنين!

حماية المواطنين....

مابه!!

عمل نييل... عملنا عمل نبيل جدا يا يوسف لاننا نحمي الناس الابرياء!

نعم صدقت!

تم دفن تلك الليل،  و دفن يوسف ابوه بدون  جنازة لقد صل عليه هو وصدام وفردين اخرين من الشرطة وامام مسجد تابعة للجهاز الشرطة!

ورجع يوسف الى اهله ونام مرتاح لانه شعر اخيرا انه انتهى من قصة القاتل السفاح وقنابله الخطيرة !لكنه كان يشعر برغبة شديدة في البكاء حين يتذكر شريط حياته وكيف انه ولد لقيط وامه زانية وابوه قاتل وبلا اهل وبلا قبيلة وحتى جدته التي تربى في حضنها ليست جدته، ومنصور الرجل الذي احبه واحترمه كان جلاد يجلد ابوه في سجنه!! بعد طول تفكير وبكاء  قرر ان يترك الماضي خلف ظهره ويبدا حياته من جديد فلا احد يعلم حقيقته غير ابوه الذي مات! يعني لايوجد سبب يجعله يقتل نفسه كمدا على ذنب لم يرتكبه!  فنام على امل ان يعيش مستقبل سعيد وبدون مفاجآت!!

------------
تجمّع الأف الناس امام باب النادي الجهوي  لدخول الى القاعة الكبرى المخصص للمؤتمرات،  قنوات اخبارية من كل دول العالم ، مئات الاجانب من اسبانيا وايطاليا وامريكا وبريطانيا واسياء ودول أفريقيا،  وفد خاص من المناطق المحتلة و المشاركين في الموتمر الشعبي العام للجبهة كلهم تجمهروا وبدأو في دخول الى قاعة المؤتمر ، كان يوسف يرتدي سروال جينز أزرق فاتح وقميص أبيض ويضع نظارات شمسية سوداء اللون، وحذاء عسكري متوسط الحجم،  كان يقف في الاتجاه الغربي من البوابة وغير بعيد منه صدام، كانوا ينظرون ويفترسون اوجهه المشاركين، وفجأة تقدمت فتاة تضع لثام ازوق وتتمايل نحو يوسف وقالت
اسف. لكن هل يمكن ان تنزع نطاراتك اظنك احول واريد ان اتاكد!

ماذا!!

هههه. الم تعرفني يا ايها المحقق الذكي!

لا!

هل تتذكر فتاة ضربتك حين قمت بتحقيق في ملابسها في السوق الشرقي!

هههه. نعم اتذكر انا ،حقا اسف!

لا عليك... لكن  كيف عرفت اني البس سرول كل رجل تختلف عن الاخرى!

،انا محقق ههه

صدقت.. صراحة لقد سمعت عنك الكثير، وانتشرت صورك في الفيس ، وكلما نطرت الى صورك  اضحك من ذلك الموقف،  وقرت ان اعتذر لك عن تصرفي ذلك اليوم

انا هو الذي يجب عليه ان يعتذر !

الاعتذار مقبول حين تخبرني عن قصتك في تحقيق وكيف فهمت الالغاز التي كانت مكتوبة ،فقذ اعجبني ذكائك الخارق، وحين ينتهي المؤتمر تمنى ان تخبرني كل شئ باذن الله!

باذن الله

بالمناسبة اسمي "سالمة " واعمل في شبيبة السمارة!

تشرفنا!

لي الشرف،  سأدخل الان فأنا مشاركة ، لاتنسى ان تخبرني قصتك هههه

باذن الله!

ثم دخلت... وتقدم يوسف بسرعة وقال

من هذه الجميلة!؟  لاول مرة اراك تقف مع فتاة !!

اتصدق....!هذه هي نفسها الفتاة التي ضربتنا في السوق  هههه

مستحيل!  ههه

والله!  المسكينة جاءت تعتذر عن تصرفها!

اظنها معجبة بك لان الجميع يتحدث عنك يايوسف والفتيات يحبن الشاب المختلف والذكي!

يكفي...!  لا اريد سماع فلسفتك الفارغة!  هيا ندخل فقد دخل الجميع!

جلس الجميع في مقاعده، الرئيس والوزارة واعضاء الامانة والعسكر والاجانب والوفود وغيرهم ، وبدات مراسم المؤتمر الوطني بالافتاحيات كلمات الوفود، كان صدام يجلس بجوار يوسف، ثم شعر الجميع بالحر  وقرروا ان يفتحوا المكيفات الهوائية وحين قاموا بإشعال المكيفات خرج صدام بسرعة كبيرة من غير سبب!

نظر يوسف الى صدام بستغراب ثم الى المكيفات وبدأ يشعر بالبرد!!!  البرد.....
البرد........
وفكر قليلا ثم وقف بسرعة وهو مرعوب لقد تذكر تلك الكلمات وحين قام بتحليل العبارات وجد انها تنطبق على المؤتمر :

"اذا لم تسمح لك الفرصة بالقضاء على ظالمك اقضي على كل الظلمة والاخطاء لابد ان ترتكب في سبيل تحقيق عادلتك!
لكن...
اذا شعرت يومًا بالبرودة فعلم ان نار الحرارة تلتهب خارجاً! ".

الحسين كان يريد ان يقضي على من عذبه لكنه حين عجز قرر قتل كل الظلمة دفعة واحدة والمؤتمر هو المكان الذي يتواجد فيه كل الظلمة حسب معتقده!  وفي سبيل قتل الظالمين وتفجيرهم لابد ان يقتل الابرياء وهذا معنى الاخطاء لابد ان ترتكب في سبيل تحقيق عدالتك!
يعني ان هنا قنبلة في قاعة المؤتمر ،والقنبلة مرتبطة بالمكيفات لانه قال اذا شعرت بالبرد فعلم ان نار الحرارة تلتهب خارجاً!  يعني  القنبلة مزوعة خارجاً ومرتبطة بالمكيفات!  وحين نشعل المكيفات فقد بدأ العد التنازلي للانفجار!  لكن من سيفحر القنبلة اذا كان الحسين مات!!!!!

خرج مسرعا... ووقف خلفه!ووجده عند المحرك الخلفي لآحد المكيفات الهوائية وقال
لقد فهمت كل الرموز التي كتبها في زنزانته !!! وكنت اشك كل الوقت في تصرفاتك!

كنت اعلم انك ستتفطن للامر، لقد اخبرني والدك كل  شئ!

والدي!

نعم الحسين!  لقد اخبرني كل شئ عنك وعن اسرتك ، لقد كان هو وابي في نفس السجن، وهؤلاء الرجال الذين بداخل هم من قتلوا والدي وقضوا على عقل والدك وسببو له الجنون!  وجاءت الفرصة للانتقام منهم!  انا انتظر هذه اللحظة من سنوات!

ماذا تقصد بسنوات ياصدام!

نعم، لقد ارسل للي الحسين رسالة قديما واخبرني فيها كل شئ يخصه ويخص والدي،  وكيف تم تعذيبهم وحتقارهم وكيف قتلو ابي ظلما وعدوان، وقررت ان نصنع انا وهو الخطة للقضاء عليهم، لكن ابوك قال انه سيقضي على الجلادين اولا ابراهيم والسعد وصديقك المحترم منصور ! انت تعرف اني لا اطيقه واكره من اليوم الذي عرفت انه كان جلاد!  لكن كنت اعمل بحذر حتى تمت كل المهمة!  وحين قبضنا على الحسين، لا اعرف كيف قتل نفسه لاني كنت سأقوم بالافراج عنه بأي طريقة واذهب معه للعيش ملكا في افريقيا هههه لكن للاسف وجدته منتحر!  ابوك مجنون وقادر على قتل نفسه!  اذا كان هو مات فأنا سأكمل مهمته واقضي عليهم حالا!

ومن زرع القنابل هنا!

خطة رسمها الحسين ، وانا ادعيت اني غاضب عليك ذلك اليوم حين وجدت الرسالة في سيارة الشرطة لاني انا من وضعها في السيارة ، ودعيت الخوف والغضب واستغلت من الشرطة وذهبت الى هنا وزرعت القنابل!  وكنا نفكر في تفجيرها معاً لولا تدخلك انت!  افسدت الخطة بتحقيقاتك اللعينة!

اللعنة.....لكن هنا أبرياء لا ذنب لهم!

قال ابوك"لابد ان ترتكب الاخطاء في سبيل تحقيق عادلتك!  وانا سأنتقم من قتلت ابي حالا!  ثم ضغط على زر انطلاق العد التنازلي للقنابل!

مالذي تفعله!

ههههه. خمس دقائق ويصبح الجميع في خبر كان  ههه هههه هههه

انت مجنون ياصدام!! ستقتل النساء لاذنب لهم!

وستموت ايضا حبيبتك الجديدة معهم هههه

وثب يوسف على صدام،  ولكمه وضربه ضرب مبرح، واخد حجر كبير وضربه من عند الراس حتى سال دم منه ...!!!

ثم نظر الى جهاز القنبل وجد ان الوقت المتبقية ! 2:30، ركض بكل سرعة نحو قاعة المؤتمر،  وتوجها نحو المقدمة وأمسك المكيرفون وقال

"انا اسف، لكن يجب على الجميع الخروج بأقصى سرعة فلم يتبق الا دقيقتين على انفجار القنبلة داخل القاعة!

فسمع ناس كلامه، وركض الجميع، وركض يوسف وفتح كل الابواب وساعد الناس على الخروج وخرجالجميع، ولتفت خلفه ووجد كهل ضعيف سقط بسبب ازدحام الناس فرجع اليه يوسف بسرعة وحمله، وحين وصل الى بوابة الخروج... بووووووووووووم
بوووووم....... بووووووووووم!

------
تناقلت وسائل الاعلام، قصة موت الشاب البطل يوسف بحزن شديد بعد ان انقذ حياة المواطنين من موت محتم !  قامت الدولة بتكريمه وقاموا بصلاة جنازة عليه في كل ولايات الوطن واعلنوا الاحداد على موته مدة شهر كامل!

فرحم الله صديقي الشهيد يوسف الحسين!

لكن........
الحكاية لم تنتهي هنا.... مازالت هناك فرصةثانية وللاسف لن يكون هناك يوسف اخر لينقذكم!!!  .....صدام!

_____________النهاية...

أتمنى ان تكون القصة نالت اعجابكم😊،  انتظر ملاحظاتكم. 😊
اشكر كل من علق او شارك او اعحب بما اكتب، واشكر شكر خاص كل من ساعدني بفكرة او ملاحظة او تصحيح. 🙂
وصل الله على محمد وعلى اله وصحبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Hamodi Salek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم