رواية : قنبلة، الجزء التاسع
كانت مكتوبة بنفس خط القاتل، تقدم ببطىء نحو الكتابة، كان مكتوب بخط مستقيم و واضح :
"لا تبحث عن الماضي ياعزيري ستجده أمامك، لكن لا تتوقف! "
"في طريقك للبحث عن الحقائق ستجد ذاتك، وإياك ان تتراجع فالفرصة واحدة ....!"
ماذا يقصد لا تبحث عن الماضي!!! هل يعرف اني احقق في قضيته! نعم.... نعم.... هو يعرفني جيداً
القاتل ياعرفني، ياعزيزي! ماذا يقصد بعزيزي!
ربما عزيزي كلمة عادية كناية عن الاحترام والتقدير و.....لكن لا ظن ذلك ! لكن ماذا يقصد بستجد ذاتك ! هل أنا جزء من ماضي القاتل! لكن ماعلاقتي أنا بسجن والتعذيب والتصفية!
لا تبحث عن الماضي... ستجده امامك.... لا تتوقف.....البحث عن الحقائق... ستجد ذاتك.... اياك ان تتراجع!!! طلاسم ورموز لم يستطع يوسف فكها وتحليلها، ظل يفكر، جلس وأسند ظهره الى الحائط، وراجع سيناريو القصة من بدايتها، من اول تفجير الى اخر عملية قتل السعد..! ظل يفكر ويستنبط ويحاول ان يقرأ ماتحت السطور، حاول ان يربط بين الاحداث والتفجيرات وكلام ابراهيم وتحليلاته الذكية، وجرائم القتل وكيف حصل تشابه بين قتل ابراهيم والسعد، حاول ان يتذكر ماحصل في السجن ، وكلام ابراهيم عن الحقيقة التي عرفها ولم يخبره بها... وفجأة قام واقفاً و نظر الى ساعته اليدوية كانت الساعة الثانية ونصف صباحاً ،فتح الباب وانطلق مسرعا خارج البيت باقصى سرعة!
كان يجري وآلآف السيناريوهات تنسج في مخيلته ، كان يشعر انه على بعد امتار من معرفة القاتل الحقيقي، لقد وجد طرف الخيط ونطلق لتأكد من تفسيراته واستنتاجاته ، كان شبه متأكد من الحقيقية التي توصل اليه، وكيف انه استطاع استنباط جزء من الحل من خلال رسالة قديمة كتبها القاتل ...!
وصل الى المنزل، كان يعرفه حق المعرفة فلطالما زاره وتناول الطعام فيه، ونام ولعب فيه، كان يحفظ كل تفاصيل المنزل جيدا، كان يعلم ان هناك مكان بين الخيمة و المرحاض فيه خزان ماء جلدي "باش لماء" وبالقرب من الخزان المائي فراغ ضيق يضعون فيه الفحم وبعض الادوات القديمة ...!
كانت ليلة شديدة السواد، لا تكاد ترى أصابع يدك من شدت الظلمة، كان يعلم ان مقدمة المنزل بها مصباح خارجي مضيئ، فتوجه الى الاتجاه المعاكس، وتسلق جدار صغير وقفز الى الداخل، وحشر نفسه في تلك البقعة الضيقة قرب الخزان الماء الجلدي!
كان يشعر بالخوف والقلق والتوتر، انفاسه تعلو وتهبط، ويلوم نفسه مالذي يفعله هنا! كيف سمح لنفسه ان يتبع مجرد تكهن ربما كان تحليله خاطئ، لكنه كان يشعر بشيئ داخله يجره نحو معرفة الحقيقة كان يعلم ان الليلة هي ليلة الحقيقة!
نظر الى ساعته اليدوية كانت الساعة 2:59 صباحاً، قال في نفسه دقيقة واحدة تبقت!، دقق النظر، التفت في كل الاتجاهات و نطر الى كل مكان وركن من المنزل، وفجأة ظهر ظل لرجل طويل......!
كان رجل طويل ويلبس لثام أسود يخفيه به كامل وجهه، ملابس كلها باللون الاسود، و يحمل معه كرسي خشبي على ظهره..... قال في نفسه هو ..هو ، انه هو القاتل....! وفجأة سمع صوت يقول
لقد تأخرت.... كنت أنتظرك.....! كنت أعلم انك ستأتي الليلة!
تجمد الدم في عروقه، وبالكاد استطاع ان يبلع ريقه، كيف عرف أني هنا!!؟ كيف عرف انني سأتي الليلة!؟ لم يتحرك وظل في مكانه، كان يفكر في طريقة للهروب والركض بكل سرعته ، لكن ماجدو الركض هو يعرفني، ويعرف اني اتبعه!! ثم سمع نفس الصوت يقول
لقد شعرت انك تتبعنا، لقد كنت اول من فهم اللغز، وابراهيم ايضا فهمه، السعد المسكين كان غبي جدا ولم يكن يشعر بمايدور حوله، لكن انا كنت حاسس بالامر ، وحين بدأت عمليات التفجير والرسائل علمت من تكون، كانت كل رسالة منك تقوي احتمال انك انت الفاعل وحين مات ابراهيم والسعد علمت أنك انت الفاعل.....! وكنت متأكد ان دوري سيكون الليلة ....! أرسلت زوجتي واولادي الى جدتهم ليناموا، وها أنا هنا وحدي جالس أنتظرك يا........ يتبع
__________
قنبلة
الجزء التاسع
Hamodi Salek
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق