قصة اجتماعية: لماذا ظلمتم أبي؟
أحياناً تمر بنا عثرات في الحياة تقتل الأمل الذي بداخلنا فتتسبب بجروح لا يشفيها شيء مهما مرّ بنا الزمن و أحياناً قد تقتلنا ظنون نعيش ظلمتها أمد الحياة أن تكون فقيراً ليس عيب ولكنه جريمة في حق الإنسانية جمعاء.
جرحي هو أبي هو ما تجسده قصتي منذ نعومة أظافري....أبي رجل ثلاثيني و أنا أبلغ من العمر 5 سنين أدرس في المدرسة الإبتدائية لا أملك سوى أبي ولكن أبي يملك إرتجاج في المخ مما دعى تأخر عقله عن سنه و لكن رغم هذا حقاً كنت أملك أب كان يعمل في الحماية المدنية و كان يأمن مصروف بسيط يكفي كلانا..... منذ صغري كنت مرشدة أبي كنت أحثه على غسل أسنانه قبل النوم و بعد الإستيقاظ منه عودني أبي على توديعي عدة مرات قبل الذهاب إلى المدرسة يودعني ثم يذهب فيعود و يودعني ثم يعيد الكرة عدة مرات تعودت على أبي كثيراً و أحببته كانت لدي الدنيا عنوانها أب....
في أحد الأيام طلبت من أبي محفظة من المحافظ الرائجة فكانت إجابته بالتأكيد و في المساء عدت للبيت و كان مساءاً ممطراً فكان أبي يتمشى فرأى طفلة في عمري تسير و تقفز و تغني و كان يتبعها و يفعل نفس ماتفعل ماهي إلا لحظات تى تزحلقت الفتاة و سقطت على رأسها في الرصيف فأسرع أبي لإنقاذها فقام بفتح سروالها من أجل سير الدورة الدموية و قام بعمل تنفس إصطناعي لهاا فمر أحد المارة و ظن أنه يقوم بإغتصابها و قتلها و كيف يفعل هذا أبي الذي لا يعرف كيف يغسل أسنانه....
________________
فلما لاحظت غياب ابي الطويل خرجت لأرى عدة أشخاص مجتمعون فلما ذهبت لأرى إذ بأبي تأخذه الشرطة في مشهد يمزق القلب فصرت أصرخ أبببببي...أبي....أبي و أجهش في البكاء أخذوا أبي أرجوكم لا أملك سوااه أرجوكم و لكن هيهات من أنادي
_______________________
ذهب أب لسجن و من منا لايعلم مرارة السجن ووضعه هناك كان وسط معنف و شديد القساوة وكل جماعة عصابة و كيف لأبي أن يعيش هناك و هو يخاف من الصراصير.....مرت الأيام و كل مرة يعتدى على أبي و يعنف في وسط البقاء للأقوى في أحد الأيام في الإستراحة رأى أبي أحد السجناء يحمل خنجر يريد قتل زعيم إحدى العصابات فوقف أبي أمامه و غرز الرجل السكين في جوفه فحمل الى المشفى و بعد شفائه كان قد كسب تعاطف العصابة و كون صداقة متينة معهم فسرد لهم قصته وبعدها كانوا يحضروه للجلسة فأحدهم أخذ دور القاضي و الأخر الوكيل و هكذا حتى تمرن...كانت العصابة التي بنى معها صداقة كل يوم ترمى لها كرة في حاجياتهم ذات يوم سألوه ماذا تريد
فأجاب بكل عفوية: إبنتي الصغيرة
فكتبوا رسالة لأعوانهم خارج السجن بجلبي
فأتيت في كيس للمخزن فكان الدور في أبي و جماعته لتحضير الأكل فإستقبلني أبي فصرت أبكي في حضن أبي مرت الأيام و أصبحت زنزانة أبي غرفة طفلة دون علم الحراس في يوم سمع مدير السجن ضحك طفلة فجاء للزنزانة فإختبأت ظناً مني أنها الغميضة و مرة أخرى كذلك إلى أن جاءت مرة أخذنا بالجرم المشهود فطردت من السجن رغم توسل أبي للحرس و لكن لا حياة لمن تنادي...
_________________________
جاء يوم المحكمة وأبي مكبل بالسلاسل يحاسب بغير ذنبه وقبل دخوله أتى والد الطفلة فهدد أبي بقوله: إن قلت أنك لم تفعل هذا و برأت نفسك سأفعل نفس الشيء مع إبنتك و سترى...
دخل أبي للمحكمة سئله القاضي: هل فعلت التهمة الموكلة إليك
أجاب أبي: نعم فعلت
إنصدم الجميع من قول أبي و الكل يعلم أنه بريء ولكن شائت الأقدار و صدر حكم القاضي بالإعدام...
______________________
بعد جلسة الإستماع الكل يسأل أبي لماذا فأتى حارس السجن و المدير و سألوا لما فكانت إجابة أبي بأنه تم تهديده بي فكانت رغبته الأخيرة رؤيتي قبل الإعدام أتيت و كان قلبي الأبيض لا يظن أبي يرحل يوماً فأتيت في ساحة السجن فقام أبي بتوديعي و لكن إعتدت توديع أبي خمس مرات قبل الذهاب و لكنه ودعني فمضت مدة و أنا أنتظر التوديعات و بعدة مدة طويلة إذ به يجري نحوي و يجهش بالبكاء و يحضنني أحسست بأني لن أراه ثانية فذهب وتم تنفيذ حكم الإعدام و أخذني مدير السجن و قام بتربيتي و لكن لم أنسى يوماً وجعي و درست و أكملت دراستي بنجاح و كان هدفي واضح....
__________________
المحامية: هذه هي قصة السجين رقم 7 و هذه هي قصتي أنا هنا دفاعا عن موكلي الذي تم إعدامه ظلماً قبل 20 سنة أبي هذه قصة أبي يا سيادة القاضي
القاضي: تم تبرئة السجين رقم 7 من التهمة الموكلة إليه و التي نصت على إعدامه قبل 20 سنة و نحن نتأسف لك جداً
المحامية: المهم الآن هو أن التهمة الموكلة لأبي تزاح عن إسمه و شكراً
القاضي: رفعت الجلسة
مهما طالت بنا الظروف يجب الا نفقده و نشعله من جديد هذه هي قصة أبي أرويها لكم.....أبي المظلوم أنا الآن عمري26 سنة محامية من أجل قضية أبي العادلة و قد حققتها.
بقلم:
# المعلومة باهية لبات
قصص في منتهى الروعه والجمال
ردحذفلا جف حبرك عزيزتي عودتنا على هكذا إبداعات
ردحذفمن ذوقكم شكراً
ردحذف