خاطرة: قتله القلم ولا احد يعلم
^^بسم لله الرحمن الرحيم^^
لم اكن أدري يوما بأن ساحة الكتابات سوف تبسط جناحيها لي و تضمني إلى حضنها البائس و رائحتها الكريهة كرائحة مقبرة بها جثث هامدة لم تطبق فيها مراسِم الدفن.... و امواتها ليس لهم زوار و لا تفوح من قبورهم رائحة الورد الأحمر. و لن تسمع فيها أصوات أقدام البشر تلامس الأرض. ولا نبرة آنينهم كانت ساحة خاوية بعيدة كل البعد عن هذا العالم......
هذه الرقعة بالظبط كانت هي مسكني الوحيد أنا السجين و هي رفقتي الزنزانة
...... إلى حد إنقطاع تنفس تلك الدقيقة الماضية .......
إلى حين ارتكب القلم أول جريمة قتل في حق مستودعاته إلى أن أحب الورقة و اكرمها بعطر الفضائح التي ارتكبتها الحياة في حقي و في تلك الليلة بالذات اعطاها سري كمهر للزواج
انتشل القلم قبار الذكريات. نزع رداء الستر و عطّر الأرض بهم كربلاء رغم أنه يعرف و متأكد بأنني أغار على حروفي من مسامع الجلاس و لكنه في سبيلها بتر حبل المودة بتراً بخنجر الخيانة الرفيقة و لو أنه رضع حليب الوفاء حليبا طاهرا لما فعل......
كيف للقلم الذي اسميته خليلي أن يبوح بما وراء الفلذات النفوس نتنفس؟
ليته ما انس وحشته بأسراري و حدث تلك الساحرة التي تظن نفسها اميرته بينما هي إلا بضاعة سيمزقها أحدهم حين يرى الحقائق التي نقشت في شوارعها و الدليل على ذلك حين عرض عليها أن تبتاعه كاهيليها ليصف على متنهم أنواع النميمة
لذاك أقول لكِ لا تتأملي كثيرا يا عزيزتي
يا من تقرأ كتاباتي بلِغوها سلامي قولوا لها : بأنها ليست مريم العذراء و إنما قلمي ذلك عديم الهيبة ماهو إلا أحمق عايَش الحياة و هو يحقن نفسيته المتعبة بإبرة مخدر في مستشفى امراض التدوين
لا تغريكِ يا سيدة ورقة رقته البريئة و لطافته الجذابة و نعومة خطوطه السوداء و وأناقتها على ورقة بيضاء. تبدو كخلخال لمّاع تنعكس عليه شمس الصحراء لا يغريكِ بتاتاً
فهو من ارتكب الآلاف من الجرائم في حق الكُتاب و كنت أنا من ضحاياهِ لما غاب العقل و البال
أنا الذي فتنني بجمال عيون الكتابة في شهر نيسان سقاني من نبيذها جرعات زائدة. جعلني أظن و اطير فرحا و احلق كطير وديع بأن الهموم حلقت مع حروف لغة الضاد...........
و لكن هل تعلمين ماذا يا حمامة السلام؟ إنني اضحك و أغلق جفوني للمرة المليون و ارتل خلجاتي مرة أخرى على مسمع هذا القلم اللعين. إني مازلت احكي لكِ و استخدمه ثانية ...
آه مني ........ الآن و في هذه الساعة من يوم الانتحار من فوق أسطر الكتابات حتى علمت بأنني مدمن خربشات و أقولها و اكتب لكِ مرة أخرى عن ما مضى إنني مازلت في حالة من الهذيان كالعادة يا صغيرتي يالي من جبان بلا مقدمة ولا حتى عنوان مجنون لطخ ذاكرة قلم بطعم حنضلة
ميت غازل الحياة من بعيد كسجين يلقي التحية على أمه من وراء الجدران يبكي و ينادي يا آمااااه بنبرة حروف ترتدي لباس العزاء قررت أن تلبي دعوة جنازتي و تسرد لمعشر الشباب كيف كان و كيف صار هزيل مثير للشفقة مصلب أمام باب الذكريات من جديد متجرداً من ثوب الكبرياء بعد أن باعه بثمن زهيد ليشتري قلم كالعادة
عاد منهزم في غيبوبة من التفكك و الانحطاط.... داهمته الأوراق و حاربته الأقلام طعنته بخنجرها في حبل النياط ليكتب رسالته الأخيرة بعد إن كان عنوانها؛ ألم أقل لكم بأنني في حالة من الاكتئاب و الآن حان وقت الانتحار
سقط إنتهى كل هذا الهذيان و اعلنت عقارب الساعة عن الوفاة..أين توقفت يا أطباء؟ 3:50 الوقت المناسب ليلا
الآن لن ترونني إلا في المنام لا تقلقوا سأزوركم يا جماعة البؤساء لن انساكم من صدقة العتاب...لن تتفقدونني أبدا ولا حتى تتذكرونني سأكون كابوسكم المخيف في ليالِ حالكة الظلام غاب فيها البدر
ولكني سأصلِ عليكم صلاة الخطيئة مرتان و ثلاث فهل للتوبة في قلوبكم مكان؟
سأنثر ورائي حبات البندق لتتبعوا رائحتها المثيرة للاهتمام ستدلكم على طريقي كفاني شرح حتما ستجدونني ..... فتجِدوني . في مكان لا ينفع فيه مال و الاجاه انا و انتم و الذنوب و الحسنات فقط مصيركم هو نفسه مصيري ولكني انا شخص مات في حرب التدوين و لصق و النسخ حرب قادها قلم بينما انتم ضحايا و قتلَ باعهم الأصدقاء
مشاركة باسم:.*The Freedom*
رائع
ردحذف