كورونا ......الجانب المظلم و صناع الأمل

كورونا ......الجانب المظلم و صناع الأمل

كشفت كورونا عيوبا في النظام العالمي تهاوت معها نظريات التخطيط الاستراتجي التي لم تعد بحوثها تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به فرسم هذا الفايرس الوجه المتوحش لرأس مالية الغربية حيث تقع الخدمات الاجتماعية في أسفل السلم بينما تتسارع الإجراءات القانونية لحماية الأثرياء وكبرى الشركات

ففي ايطاليا كما في فرنسا واسبانيا و ألمانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص فضحت كورونا أكذوبة حقوق الإنسان و رثاثة القطاع الصحي وتعثر التموين وانفلات الأسعار

 فتخلت ايطاليا عن المصابين من كبار السن ليواجهوا الموت في مشهد محزن تقشعر له الأبدان وفي اسبانيا و وجدت جثثهم متعفنة في دور العجزة أما في أمريكا فقد تخلت الدولة عن المتخلفين عقليا مقابل أن يعيش من هم في مقتبل العمر وبصحة جيدة ليرسخ في عقولنا أننا مجرد أدوات تنتهي مع نهاية فترة الصلاحية

غير أن كورونا أثبتت أننا لا نعتبر من تاريخنا مع الأوبئة ولا نولي اهتماما بمن كانوا أبطالا في زمن الوباء و أرذالا في زمن الرخاء 

فبعد نحو قرن من وباء الطاعون وجد العالم نفسه امام جائحة كورونا صحيح أن الظروف تبدلت و تطورت الوسائل لكن الإجراءات الوقائية من الأوبئة لم تتغير مازال الحجر المنزلي  وعزل المناطق الموبوءة يمثلان جدار التصدي الأخير لوقف توسع الكارثة غير أن المسؤولية الملغاة على عاتق بعض المجالات تزداد ثقلا و تعقيدا

 الأطباء والممرضون في الخط الأمامي للحرب .... العلماء والباحثون في المختبرات يسابقون الزمن للجم الفايرس المتعنت ..... قوى الأمن والجيش للمؤازرة وفرض تطبيق الإجراءات وبين كل أولائك إعلاميون يجتهدون في استقاء المعلومات الأكثر دقة وإيصالها لأكثر من مليار شخص يقبعون في منازلهم انتظارا ليوم يتمناه الجميع قريبا

فالجميع يساند أبطال اليوم ويقدم لهم تحية إجلال و شرف فمن كرواتيا إلى أطاليا و من فرنسا إلى اسبانيا ومن الصين إلى تركيا أصبح المشهد موحدا بالاحتفاء بالأطقم الطبية وهم في طريقهم للعمل بين المرضى و المصابين و كثيرا منهم سقطوا و هم يتلقون العدوى من مرضاهم فيأخذ آخرون من وراءهم المشعل ليستمرون في المعركة

و في النهاية سيخرج أبطال كثيرون لكن دور البطولة الحقيقي سيظل محجوزا لصناع الأمل وجنود الخط الأمامي لهذه الحرب

بقلم :  sahara-post