قصة اجتماعية: إغتصاب
الزواج هو تحدي الوحيد امام الحب، فإذا كانت مرحلة الخطبة والعلاقات عبارة عن غزل وعشق وشعر وكلمات معسولة في الشات او في الهاتف فإن الزواج هو المرحلة الحقيقية للحب هو المرحلة التي تثبت لشركة حياتك كمية الوفاء و الحب والصبر لانك امام مرحلة هي اصعب مراحل الحياة هي مرحلة السكن والعيش مع نصفك الاخر في نفس الخيمة.... وعليك بالصبر ثم الصبر ثم الصبر من اجل حياة سعيدة ..
كان يوم السابع عشر من شهر اوت، يوم متعب وشاق كالعادة لقد تشاجرت مع المدير في ذاك اليوم.،كان متعجرف للغاية، يريد مني ان اعمل طول الاسبوع في نظافة اوساخ المدرية وانا تقني عام للمدرية ولا يسمح لي كبريائي بتدنيس أصابعي في القمامة ، كان جوابي طبعا بالرفض ف غضب المدير و طردني من مكتبه.
في طريق الى السمارة صدمتني سيارة صدمة خفيفة من الخلف عن غير قصد ف تعالت الأصوات وتشجارت مع صاحب السيارة و كاد الشجار ان يولد معركة بيننا.
توجهت الى الخيمة كنت أمني النفس ان اجد زوجتي مريم تضحك ضحكتها الساحرة لتنسيني كل مشاكل العمل ومشاكل الطريق وهموم الدنيا وصداع الذي أشعر به .
دخلت و جلست امام التلفاز وناديتها
مريم يا مريم احضري لي الشراب من فضلك
فكانت اجابتها قاسية جدا:
"الا ذا لتعرف مريم جيب الشراب ،مريم اطرحي الغدا، مريم صبني، مريم وجدي الماء باش نسحم! مانك حاس بيا، هذا حرام عليك، هذا ما يعدل ، حس بي شوي وشفغ عليا ،تعرف لوكنت عند اهلي ارحم من ذا لعدلتلي، الا دجي وتم بارك عند تلفزة وتنهمني. واو والله الا حرام عليك! ""
ارتفعت نسبة الأدرينالين في جسمي ، ونتفخت اوداجي ونظرت اليها بعين واحدة تخفي وراها اقبح المصطلحات وابشع العبارات، كنت اريد ان افرغ عليها مافي جعبتي من غضب، لم تشعر اني ممرت بيوم عصيب في مكان العمل لم تسألني لماذا رجعت باكرا كانت فقط بارعة في اسقاط التهم واللعب دور الضحية وانها المظلومة
خرجت من الخيمة بوجه عبوس وعيون حمراء، لم اشئ ان نبدأ في نقاش عميق ككل يوم، مريم نموذج للمرأة النكدية و نموذج للمرأة الحنونة كانت شخصيتها بين الوسط تعيش بين شخصية نكدية مملة للغاية،تجعلك تكره اليوم الذي خلقت فيه، وشخصية حنون عاطفة عاشقة تتمنى ان تعيش طول العمر بجوارها.
ركبت في سيارتي فخرجت وقالت
"الا ذا لتعرف الا تهرب من المشاكل وتخليني وحدي "
تغافلت عن كلامها وقمت بتدوير المحرك ونطلقت نحو المجهول لا اعرف الى اين اتجه كنت مهموم وتائه، كنت افكر هل حقا هذه هي، مريم التي احببتها طيلة ستة سنوات، هل حقا هي مريم التي كانت لا تنام الا على صوتي؟ مالذي غيرها ؟ كيف اصبحت شريرة وقاسية الى هذه الدرجة!! كيف اصبح العيش معها كابوس مخيف بعدما كان حلم جميل يعطيني أمل كل صباح!!
كانت هواجس مرعبة تأتيني وتفكير في الطلاق والانفصال خيار لابد منه، لكن كيف لي ان اطلق مريم وأنا لم يمضي على زواجي منها الا شهور قليلة!
راجعت شريط الذاكرة كيف لنساء ان تتغير ويصبحن كائنات نكديات لا تطاق، فعلمت ان النساء لديهن تغيرات في سلوكهن وجناتهن ،لديهن عادات شهرية تتحكم في مشاعرهن وتغير من نفسياتهن وهذا سبب تغير معظم الفتيات والنساء في مراحل من االشهر، كذالك الحمل وخاصةً في الاشهر الاربع الأولى للحمل ،تغيرات في مزاجها في نفسيتها تصبح شخص لا يطاق لكن سرعان ما تنتهي تلك المدة وترجع الى طبيعتها، اظن ان تلك المشاعر مثل شخص اصابه مس من الجن فتتغير مشاعره ويتلفظ بكلام غير مسؤول عنه وعندما يخرج الجن يرجع الى طبيعته الاصلية.
لقد ظلمت مريم بخروجي عنها كان لابد ان اجلس معاها وان اصبر على كلامها و ابتسم لها او احضنها لعلها تهدئ
توقفت عند منزل صديقي محمد، لم أشئ ان اخبره ماحصل مع زوجتي، فتلك امور زوجية لا يصلح ان تناقش مع الجميع تناولت معه وجبة الغداء في صمت وفي المساء ذهبت الى السوق الغربي لولاية السمارة ، الولاية الاكثر كثافة سكانية في المخيم، كانت حركة غير طبيعية لسكان الولاية، النساء والشيوخ والاطفال يلعبون ويضحكون، فرحة العيد التي ينتظرها الاطفال مرتين في كل سنة اظنها هي الفرحة الوحيدة التي نملك في هذا المخيم الكئيب.
إتجهت نحو سوق الخضار كان كغيره مكتظ، مراهقات يتبادلن الضحكات مع بائع الخضراوات، شيخ كبير يجلس ينتظر من يحمل عنه حبة الدلاع الكبيرة، اطفال يضحكون وبين ايديهم الايس كريم، كانت هناك إمرأة ترتدي ملحفة سوداء تدخل كل متجر تبحث عن من يغرضها بعض المال لتفرح بالعيد مع بناتها، كانت حزينة ودموعها تكاد تسقط منها.
دخلت المتجر إشتريت العديد من المشروبات و المكسرات و الحلويات ثم أخذت بعض اللحم من عند الجزار ثم اتجهت نحو منزلي.
كانت الساعة تقارب السادسة والنصف مساء وجدت مريم تجلس امام تلفاز، كانت غاضبة جداً مني، وقفت خلفها وهمست في أذنها بكلمات خفيفة وناعمة
"يالها بدلي الباسك، والبس ازين ملحفة عندك لاهي نتعشا و برا ،انا ونتي وحدنا "
نظرت مبتسمة، لم تصدق الامر، كانت تظن اني مازلت غاضب منها واني سبدأ في معركة معها، ثم وقفت وتجهت بدون كلام الى البيت وقامت بتغير ملابسها
رجعت الى السيارة وانا في حيرة كيف تغيرت تلك الفتاة بمجرد كلمة بسيطة تغيرت من وحش صامت وعبوس الى فتاة مرحة و مبتسمة، فقط بكلمة حلوة!
نصف ساعة كاملة وانا انتظرها في السيارة، مريم مثلها مثل كل النساء العالم تحتاج الى سنوات ضوئية من اجل ان تغير ملابسها وتجهز للخروج .
انطلاقنا الى خارج ولاية السمارة، بينها وبين ولاية اوسرد يوجد هناك رمال رائعة بالقرب من المدرسة شبه طبية "الكورسو" ،كانت مريم تسحرني بجمالها ترتدي ملحفة سوداء لم تضع المكياج ولا مرطب الشفاه كانت جميلة وأية في الجمال الرباني الطاهر.
نزلنا من السيارة و ساعدتني في حمل المواد والافرشة وهي تبتسم وتضحك ، كنا منسجمين للغاية، قمت بإشعال النار بينما قامت هي بصنع الشاي، كانت تقول
"ليت الحياة تكون هكذا، زوج حنون، ورحلة خارج المخيم، وجو رائع ونسيم بارد، وهدوئ مريح ،قمر ساطع "
وضعنا العصائر الطازجة والباردة، و قمنا بشي اللحوم، واخذنا صور تذكارية، وضحكنا وتغازلنا بالشعر و بالكلام ولم نترك نكت ولا خبر سعيد الا و خضنا فيه، لقد كانت لتكون اجمل لليلة في حياتي، لكن اللحظات الجميلة لا تدوم، الحياة قاسية لدرجة انك لا تشعر بالامان معها، حين تشعر انك سعيد فتأكد ان مكروه قادم ، دائما تعطيك لحظة سعيدة واللحظات مرة وقاسية لا تفارقك ابد الدهر!
كنا في اللحظة تجلي، للحظة ابتلعت كل الازمنة في جوفها ،اللحظة حلم جميل ورائع مع اجمل نساء الكون، كانت اصوات سيارات تقترب منا لم نتبين من اي الاتجاهات قادمة ،ثم توقفت امامنا سيارتين من نوع "نيصان" ، خرج من كل سيارة شخصان ملثمين ، تقدم الاول وقال :
السلام عليكم اخي نريد ان نشرب الشاي معك؟
اجبت في خوف و بسرعة
لا لا اسف انا مع زوجتي ولا اسمح لأحد ان يجلس معنا
ضحكوا وقال اقصرهم :
ومادليل انها زوجتك، ربما هي سفيهة من بنات الليل التي إمتلأت منهم البلاد
إسمع يا هذا لا اسمح لك ان تتهمي زوجتي بالعهر، من فضلكم اذهبوا عنا
لن نذهب حتى نرى زوجتك الجميلة، ونتغزل بها قليلا!
ماذا..!؟
كما سمعت الليلة سنشاركك جميلتك، ونستمتع معك بها ههه
انت حقا تمزح
نحن لا نعرفك لكي نمزح معك...!
ثم هجموا عليا أربعتهم، كنت نحيف للغاية، وكانو اقوى مني صرخت صرخة استغاثة لكن لا حياة لمن تنادي، كبلوني بحبل قوي جدا، ووضعو شريط لاصق على فمي، لم اعد اقدر على الحركة ولا على الصراخ، ثم اخذو زوجتي مريم ووضعها امامي مباشرةً و بدأو في تعريتها من ملابسها وهي تصرخ ثم وضعوا شريط لاصق على فمها، ثم بدأوا باغتصابها امام عيني واحد تلو الاخر، كنت أصرخ وابكي، ابكي على القهر والذل الذي اصابني، اي قلوب يملكون هولاء الناس ،اين الرحمة، إلهي انقذني ساعدني!!
كانت مريم المسكينة تصرخ بصمت، الدموع تساقطت بغزارة ، لم اعد اتحمل المشهد، نظرت اليهم وهم يضحكون وانا ذليل وزوجتي تصرخ ثم انتفظ جسدي وأغمي علي من هول المنظر .....!
لم أشعر بالوقت، ربما مرت ساعات وساعات ربما مر يوم او شهر، كل الذي اعرفه اني لم اجد الشباب امامي، وجدت نفسي نائم على الرمال و امامي مريم مازالت تبكي.... تبكي بحرقة..
نفظت الرمال من رأسي وعن وجهي ثم ركضت مسرعا نحوها، وعندما لمستها بدات تصرخ وتقول
ابتعدو عني، ابتعدوا ارجوكم...!"
اظنها مازالت تحت الصدمة، مازالت تعيش ذاك الكابوس المفزع المخيف الذي عشناه البارحة
نظرت اليها وقلت
انا الناجم، انا زوجك، لا تخافي انا معك، ثم إحتضنتها
نظرت الي وقامت تبكي وتبكي، لم تستطيع المقاومة من شدة البكاء ثم اغمي عليها من شدة الارهاق والتعب والالم والحسرة والذل الذي عشناه.....
كم هو قاسي ان تغتصب زوجتك امامك وانت ذليل ضعيف لا تملك من القوة سوى الدعاء، لقد عشت منظر وكابوس لن انساه طول عمري، انه افزع واقبح منظر على الاطلاق...!
حملت زوجتي واتجهت نحو سيارة، حمدا لله لم يسرقوا منها شئ ،فلو حصل وان سرقو منها مثلا المفاتيح او العجلات فلن نرجع الى االسمارة ، اتجهت نحو الخيمة، كانت الساعة السابعة صباحا ربما مضى على غيبوبتي إثنا عشر ساعة وانا نائم بينما مريم المسكينة لم تنم طول الليل وهي تبكي وتتحسر.!
دخلت البيت ووتركتها تنام، وقمت بإغلاق الباب علينا ، وبدأت افكر في المصيبة التي حلت بنا، جلست ووقفت ،كنت شارد الذهن لم اعد استطيع التفكير كلما بدات في التفكير اتذكر تلك اللحظات وأراهم يضحكون وابدأ في موجة بكاء لا تتوقف...
بعد ساعة من التفكير بدات مريم تصرخ وتقول
ابتعدوا...... حرام عليكم.... الناااجم ارجوك انقذني.... وتبكي .....ثم جلست وبدأت في البكاء من جديد... ثم التفت نحوي وقالت
الناجم أريد منك ان تطلقني حالا... لن اسمح لنفسي ان اعيش معك... انا عاهرة. انا ذليلة. لقد دنسوني امامك. لن اسامح نفسي مهما حييت، ارجوك طلقني و عش حر، انا اصبحت عار عليك، وسمعتي سيئة للغاية..
اسمعي يامريم نحن زوجين ولن نفترق، اعتبري الامر قضاء و قدر، سنخفي الامر عن الجميع، لا اريدك ان تخبري احد حتى امك واخواتك، لنترك الموضوع بيني وبينك، اعلم ان الامر قاسي جدا، لكن انا ايضا رجولتي وكبريائي أهانت واصبحت ذليل بيني وبين نفسي..
لكن يامريم انا احبك ومازلت احبك ولن اتخلى عنك، ستظلي زوجتي الغالية مهما حصل، سنكافح و سنتصر على هذه المصيبة، سنقف وقفة واحدة و سنهزم الخوف وتأنيب الضمير، لن نترك ثلة من الاوغاد التافهين يدمرون حياتنا .
بينما الان هيا معي
الى اين؟
الى الطبيب خاص في تندوف، سنعمل فحص عام، اذا كنت حامل منهم، سنسقط الجنين حالا، وان كنت غير حامل فتلك ارادة الله ورحمته،. وفي كلتا الحالتين سنرمي الماضي عنا ونعيش الحاضر والمستقبل مطمئنين، أنسي الموضوع، اعلمي انك لن تسقطي من عيني مازلت مريم التي احب واعشق وستظلين انت رقم واحد في حياتي .
الامر ليس بالسهل لكي انساه يالناجم!؟ انها كارثة ومصيبة وكابوس مخيف كلما تذكرته ينتفظ قلبي
الحادثة من الماضي ، وان كنت حقا تحبيني اريد فقط ابتسامتك وان تنسي الموضوع
قالت في حزن وانكسار
سأحاول....
بعد كشف الطبيب تبين انها ليست حامل، ولم تتعرض لاي اذى يذكر الحمدالله، عندما اخبرت مريم بالخبر لم تبتسم مازالت شاردة ولا تتكلم، حزينة للغاية، وأثار الدموع مازلت واضحة تحت عينيها.
مرة اسبوع ك سنة، مريم تبكي في النهار و في الليلة تصرخ وتتذكر الحادثة
كنت دائما بجوارها ابتسم واضحك و اطبخ، اساعدها في كل شئ، اخذت اجازة من العمل لها خصيصا، بدأت اتقرب منها واشعرها اني مازلت احبها ولم اتغير، بدات أخيرا تبتسم وتتغير شيئاً فشيئاً، بدأت تتكلم وتضحك وكأنها نسيت كل ماحدث الحمدالله
بينما انا مازلت كل لليلة اتذكر الحادثة و اتذكر نظراتهم وضحكاتهم واقوم بالبكاء بعيدا عن مريم وحين اقف امام مريم ابتسم لها لعلها تنسى.......
مازلت أعيش بشخصيتين، شخصية مبتسمة وضاحكة ومرحة امامة زوجتي مريم، وشخصية حزينة ذليلة وأبكي وحدي كلما تذكرت ضحكاتهم وهم يلعبون بزوجتي مريم. !
--------النهاية
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق