قصة اجتماعية :ممكن نتعرف.
بين اقتصاد المعلومات و بورصة الصورلا تأتي العطلة الشتوية الثانية الى وقد انتهى زادنا من المواد الغذائية وتوقف عداد النقود على الرقم صفر معلناً عن فراغ الجيب ومرحلة جديدة من الفقر في العام الدراسي من كل سنة دراسية جديدة.
كأي مركز من مراكز الجزائر كانت هناك طبقات بين التلاميذ تجد بيننا الاغنياء والفقراء المجتهدين و الكسالى و المتدينين والمتهترين، المهتمين بالنظافة و المتسخين ، كان المركز الذي ندرس فيه من مراكز الوسط الغربي الجزائري حيث البرودة والثلوج والجوع الشديد بسبب البرد.
مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، وبداية ثورة جديدة في العالم الإفتراضي بدأت الهواتف الذكية تغزو المركز، الجميع يحمل هاتف ذكي ويملك بذالك حساب فيسبوك ووتساب وانستغرام.. الخ
أنا و يعقوب و الديه و الحسين، لم نكن مثل بقية التلاميذ الذين عكفوا على الشات والواتساب و أكتفوا بمغازلة الفتيات وتتبع اخبارهم، لقد نهجنا في الشات والفيسبوك نهج اخر و اصبحنا نملك #لعبتنا الخاصة التي قمنا بتعليمها لجميع التلاميذ وأصبحت هي اللعبة الاولى عند جميع تلاميذ المركز.!!!
في جلسة الشاي المعتادة وفي الغرفة الجنوبية التي كانت تحت مُلك "يعقوب" و "الحسين" كنا نجتمع كل لليلة جمعة، نتبادل أطراف الحديث و نحكي النكات في جو من الفكاهة والسخرية، لقد كان "يعقوب " اكثرنا دهاء ومكر وأكبرنا سناً ايضا ، ف بحكم انه كان الوحيد بيننا الذي أدمن على التدخين كان لابد له من المال ليشتري به كمية من التدخين تكفيه لأسبوع تقريبا.
مع بداية اول ايام العطلة و حين تأكد انه اصبح "شومار" لا يملك دينار في جيبه ، ونظرا لإدمان 90% من الطلاب والتلاميذ على المواقع الاجتماعية فكر بفكرة اقتصادية تعود عليه بالنفع دون ان يكلف نفسه شئ.
لقد كان "يعقوب" بارع في الكلام، يستطيع ان يكسب ثقة الجميع بسبب حلاوة لسانه وإطلاعه وثقافته، كما انه يجيد الشعر والغزل وخبير من الدرجة الاولى في عالم الفتيات وطرق اصطيادهم.
ففي لليلة من ليالي الجمعة كنا نحن الاربعة نجلس ونشرب الشاي و لكل واحد منا عالمه الخاص مع الهاتف ،كل واحد منا كان معتكف على هاتفه يتراسل مع كمية معتبرة من الفتيات الفيسبوكيات ، بينما يعقوب كان يفكر وحدوه في خطته الخاصة ، وفي للحظة قام و وقف بيننا وقال :
أنصتوا جميعكم الي ،من منكم يريد التحدي..؟
عن اي تحدي تتكلم قال الحسين بتعجب!
قال بصوت هادئ وفيه نوع من الثقة بالنفس:
بماأن الفيسبوك اصبح واجهتنا كلنا، والجميع معتكف مع الشات و المراسلة سنلعب لعبة خاصة تعود على الجميع بالنفع، ونحقق أرباحا اقتصادية طائل ، ويصبح لشات معنى!
قال الديه بسخرية تامة:
عن اي لعبة تتحدث؟ وكيف نحقق منها ارباح !؟
قال يعقوب وهو ثابت الا يتحرك ونظراتهِ تحمل نوع من الخبث
إسمعوا وأنصتوا افهموا جيدا ما سأقوله لكم
اللعبة تعتمد على #اقتصاد_المعلومات و بورصة الصور
ثم صمت قليلا وقام بالضحك
هههههه، اكيد لم تفهوا شيئاً، على العموم اللعبة بسيطة تحتاج ذكاء وكيفية تعامل مع الفتيات،والحظ يلعب دور ايضا! ، طبعا من الاحسن ان تكون الفتيات الصغيرات ومزالوا لم يفهموا بعد طبيعة هذا العالم الخبيث، اللعبة تعتمد على ذكاء الذكر وغباء الفتيات.!!!
قلت له في تعجب
لم نفهم كلمة واحد من ما تقول يا يعقوب!
اسمعوا جيدا.......
سوف نقوم نحن الاربعة الان بختيار اي اسم فتاة من فتيات الفيس بوك، ثم نرسل لها طلب صداقة في نفس الوقت، من المفترض انها ستقوم بقبول طلب الصداقة ، أخر شخص ستقوم بقبوله سيعطينا 50 دينار ، ثم يخرج من اللعبة، ثم بعد قبولها طلب الصداقة سنقوم بإرسال رسالة لها، كل واحد منكم يستخدم ذكائه في كيفية اصتيطاد الفتيات بكلام معسول او يستخدم طريقته الخاصة من اجل ان ترد الفتاة عليه ، بعدها ستبدأ اللعبة
كل معلومة يأتي بها من الفتاة ثمنها 50 دينار
"مثلا اسمها و دائرتها و قبيلتها ب 50 دينار"
المركز الذي تدرس فيه ب 200 دينار
اما حين يتحصل على رقمها ف 500 دينار
ومن يأتي بصورتها فراتبه 1000 دينار عن كل صورة ترسلها له . !!
أكيد فهمتم الان اللعبة
على كل من وافق على التحدي ان يعطي لشخص الاخر كل تلك المبالغ المالية للفائزة باللعبة، فالفائز الحقيقيّ هو من استطاع ان يحصل على صور الفتاة التي تتكلم معه. !!!!!
كانت للعبة خبيثة وذكية جدا، ثم بدأنا في لعبة اللعبة لقد كانت حقا مسلية جدااااا ً، استطاع يعقوب ان يشتري في ذاك الصباح التدخين وان يدخل القهوة ويشتري المكسرات فقط من تلك اللعبة.
بعدها بيومين، استطاع يعقوب ان يروج للعبة خارج الغرفة و يقنع 80% من التلاميذ باللعبة تلك اللعبة بشروط خاصة:
اولا :التحدي صالح فقط لمدة اسبوع!
ثانيا: جعل حكام على اللعبة لمراقبة الشات
ثالثا: ينظر الحكام لكل الصور التي ترسلها الفتاة ويقومون بتقيم جمال الفتاة وقبحها، فالجميل لها نسبة اكثر من القبيحة!!!
لقد ساعد يعقوب في انتشار للعبة الشات والصور ،واصبح الشخص الواحد يتحدى شخصين وثلاثة من اجل الظفر بصورة او معلومة، ف الكلمة الشهيرة "ممكن نتعرف" قادمة من للعبة "يعقوب" الخبيثة، وليست كلمة عادية كما يعتبرها الجميع.!!!
اصبح المركز عبارة عن بورصة، كل اربعة اشخاص في تحدي، و أسهم الصور ترتفع وتنزل والجميع يتعلم من المعلم الاكبر "يعقوب" كيفية اصطياد الفتيات وارسال الصور....!
ربما انتِ كنت ضحية لهم، ربما الدور قادم عليكِ، ربما انتِ الان فريسة وضحية في اللعبة اقتصاد المعلومات و بورصة الصور، ربما صوركِ الان عند لجنة التحكيم الخاصة بهم تقيم جمالكِ من خلال تفاصيل جسمكِ
فربما الشخص الذي تثقين فيه الان هو طرف أساسي في اللعبة إقتصاد المعلومات وبورصة الصور
بينما انتِ الان تقرأين هذه القصة هناك من حقق ثروة كبيرة من معلوماتك وصورك الخاصة
ف سؤال "ممكن نتعرف" هو رأس المال الذي يعتمدون عليه ......!
--------- النهاية
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق