رواية :12 كتوبر، الجزء السادس
مارأيك يا يعقوب بما شهدت ، يسأل الدكتور سالماظن انهم جميعهم مرضى نفسيين، لكن مزلت احتاج ان اتكلم مع عائلة كل مريض ، ثم اجلس وحدي مع المريض ثم سأخبرك رأيي بالتفصيل عن كل حالة!
لك ذلك...
لكن قبل كل شئ ،وهذا اول طلب أريدك ان تعطي لراقي الشرعي رخصة اسبوع او شهر ،اعتبرها عطلة لاننا لا نحتاجه لان !
لماذا !؟
ستفهم لماذا فيما بعد..
لكن المرضى يحتاجونه ،وهو من يرقي عليهم
انا سأتعامل معهم لا تخف ،لا تقلل من تلك الناحية سأتكفل بالامر ، لقد لاحظتَ تجاوب المرضى معي وأكد لك اني سأحاول مساعدتهم ولا نحتاج لراقي لان !
حسنا لامر صعب لكن سأحاول
يسرني سماع ذلك
حسنا ، ارتاح الان ياالدكتور سالم ، سأكمل العمل انا واحمد
ماذا ستفعلون ؟
سأدخل المكتب ،وسأبدا بكتابة ملف جديد لكل مريض ،واناقش المرض مع اهله، و سأكتب ملف طبي لكل مريض واحمد سيساعدني في تنظيم اهالي المرضى ويدخالهم علي واحد بعد الاخر !
حسنا ،سأنام قليلا ،لكن قبل ذلك يالدكتور
نعم!
رأيتك تعطي الالغاز لكل مريض مامعنى ذلك!؟
الامر بسيط ،اريدهم ان يفكروا قليلا ويتناسوا المرض ولو ربع ساعة ،فالدماغ البشري حين ينشغل بشئ ينسى انه مريض ويساعد في شفائه !
معقول جدا ومنطقي !! ، حسنا سأنام
نوم العوافي دكتور
حسنا احمد لنبدأ ، نادي على ام ميمي
جلست في المكتب واخذت ملف ،وكتبت بعض الملاحظات والاسئلة ، ودخلت ام ميمونة ،واغلق احمد الباب وتركنا وحدنا وبدأت أسألها
، نحن الان في صدد كتابة ملف عن ابنتك ميمونة نحتاج كل المعلومات عنها من اجل معرفة مرضها ومساعدتها
حسنا ،لي نعرف لاهي نقولو
اسمها ثلاثي وتاريخ ومكان ميلادها
ميمونة محمد محمود 1-7-2001 ، الفرسية السمارة
منذ متى وهي مريضة؟
حوالي شهرين
كيف حصل لها ماحصل !؟
لا نعرف ،فجأة بدأت تصرخ وتخاف ، وتصرخ في الليل وتخاف من كل شئ ،تخاف حتى من الذهاب الى المرحاض وهي كانت اشجع بنات العائلة، وفجأة اصبحت خائف لدرجة انها اصبحت تخاف ان تدخل المطبخ وحدها!
يعني هي اصبحت تخاف من كل شئ ومن ابسط الامور فجأة !
نعم
هل هناك شخص معين تحبه حب خاص ! ؟
هي تحب الجميع لكن ابوها الله يرحمه كانت له معزة خاصة بالنسبة لها !
متى توفي!؟
مات في حادث سير حوالي ثلاثة اشهر او اقل !
ممكن اعرف تاريخ الحادث !؟
اظن 6/6/2019
وبعد ان لاحظتم تغيرها ماذا فعلتم لها!؟
طبعا اقترح علينا افراد من العائلة ان نذهب بها الى الرقية الشرعية وبالفعل ذهبنا وكتشفنا ان بها مس !
وهل خرج هذا المس !
لا ..لكن حالتها تزداد سوء
هل تعرفين الكتابة والقراة
تقريبا ،درست عامين في ليبيا قديماً ،عند الراحل معمر القذافي في مدينة مصراتا ! لكن الظروف منعتني من اكمال دراستي !
جيد جدا ،الان سأعطيك ورقة فيها بعض الاسئلة الخاصة بميمي و عليك أن تجاوبي على هذه الاسئلة الخاصة ب حياة ميمي بكل صراحة !
حسنا ...
بعد خمس دقائق ،جائتني بالورقة وقد ردت على كل سؤال ..
اشكرك على وقتك يمكنك الذهاب الان ..
التالي ياأحمد ....
السلام عليكم يالدكتور
عليكم السلام ، اليوم نريد ان نكتب ملف للمريض واريد منك ان تردي على بعض الاسئلة
حسنا
ماسم المريضة وتاريخ ميلادها
ليلى محمد سالم أحمد 24/11/1996--لقلتة/ العيون
منذ متى وهي مريضة !؟
عام تقريبا
كيف حصل لها ماحصل ؟
لا نعرف ،فقط تغيرت واصبحت تحب العزلة وصمت ،ثم تطور الامر واصبحت تشاهد، اشخاص وهمين وتتكلم معهم ! وتطور الامر واصبح هناك شخص مخيف يلازمها اينما ذهبت اسمه الموت الاسود!! قالت ان الموت رجل يحبها!
هل تراه في الليل او في النهار ؟
في كل وقت تراه..!
وماذا فعلتم لها !
بعد ان لاحظنا تغير سلوكها ، اقترح اخوها ان نذهب الى الرقية الشرعية وقال ان به مس شيطاني ، ويجب ان تتعالج في 12 اكتوبر ، وجئنا بها الى هنا ، لكن لم تتحسن صحتها بل زادت
حسنا ،عليك ان تجاوبي على بعض الاسئلة في الورقة الخاصة بحياة ليلى الشخصية ثم ننتهي بإذن الله
حسنا ..
بعد خمس دقائق انتهت ورحلت وجاء الشيخ الكبير والد عبداتي ،ونفس الطريقة ونفس الشرح وبدأت معه
اسمه الثلاثي وميلاده
عبداتي السالك حسنة ..5-10-2004 ولاية بجدور
منذ متى وهو على هذه الحال ؟
شهر واحد تقريبا
مالذي جرى له ؟
فجأة بدأ يعتزل الكلام معنا ،ثم تطور الامر واصبحت تزوره الكوابيس ،ثم احلام مخيفة ، ثم اصبح يرسم رسومات غامضة ،ودمي بها دم ،ويتلفظ بكلمات باللغة غير مفهومة ،ثم اصبح عنيف ويصرخ ،ويخاف من ارواح تطارده ، فكما تعلم هو حفيدي الوحيد ، وذهبت به الى الراقي وقال ان به مس ،وجئت به الى هنا .
هل يحب مشاهدة التلفاز وحده !؟
كثيرا ،هو حياته بين التلفاز والهاتف ،ينعزل وحده إما يشاهد التلفاز او ينظر الى الهاتف !
مالذي يشاهده ؟
لا اعرف ،انا ياولدي شيخ كبير و لا عِلم لي بالوسائل الحديثة بالاضافة ان رؤيتي ضعيفة جيدا!
حسناً ....لكن قل لي هذه نوبات متى تأتيه!؟
في الليل عامةً وخاصةً بعد 12 تقريبا ...
يعني الصباح عادي؟
نعم ،لكن يظل صامت وشارد ،واخاف ان تزداد حالته
حسنا ...اشكرك على وقتك
التالي يااحمد
السلام عليكم يالدكتور
وعليكم السلام انت محمود في الغرفة 122 أخ المريض 122 ؟
نعم
هل استفاق من نومته ؟
مزال ،اظن حقنه حقنة قوية لمدة اربع ايام او اكثر!
حسناً سأتأكد من الامر ،والان أريد ان تجيب على بعض الاسئلة
بإذن الله
اسمه ثلاثي و تاريخ ومكان الميلاد؟
ابراهيم لمامي سعيد ،15-8-1997...اغوينيت/ اوسرد
منذ متى وهو مريض !؟
اظن منذ عامين او اكثر
كيف حصل له ماحصل !؟
بعد اتمامه السن الابتدائي بدأ يتغير لكنه تغير طفيف
مثل؟
اصبح شارد ويحب العزلة ويتمت وحده ،لكننا ظننا انها مجرد حركات صبيانية ستزول حين يكبر
وبعد ..؟
حين ركب على ظهر سن العشرين تفاقم الامر واصبح يطلق على نفسه أسماء أخرى غير اسمه الحقيقي، اصابه وساوس ولم يعد يتذكر مايحصل له ، اصبح يغسل مرارا وتكرارا ،يغني احيانا ويقرأ القران احيانا اخر ،اصبح يخاف من مقابلة الناس ومن التجوال ومن الحركة،اصبح يحب العزلة اكثر ،واحيانا تراه يمشي و يُتمت وحده ، ثم في المتوسط اصبح اكثر عدوانية وسريع الغضب وبدأ يتمت ويمشي وحده ويكرر كلمات غير مفهومة ،فشتكى منه التلاميذ وطردوه من المتوسطة في الجزائر ، بدا هنا يعمل هنا وهناك لكن بدأت حالته تتطور ، وقبل عامين من الان اضطربت شخصيته اكثر فأكثر ،فذهبنا به الى راقي في اوسرد وقال ان به مس شيطاني جماعي !
ماذا يقصد بالجماعي!
قال ان به عائلة من الجن ،لانه تكلم مع مجموعة من الاشخاص داخله !
وبعد ..؟
خفنا ان يكون اكثر عداوة ويتشاجر او يقتل شخص وذهبنا به الى هنا ! وهو الان هنا منذ عامين يتناول حبوب النوم والحقن المهدئة والرقية الشرعية ليلاً و نهار ،لكنه لم يتحسن ،بل زاد وزنه واصبح لسانه ثقيل من كثرث تناوله للمهدءات
هل لديه صديق او شخص مميز يحكي له كل اسرراره !؟
لا ، كان وحيد لايحب الاختلاط ولايملك صديق
حسنا خذ هذه الورقة فيها بعض الاسئلة عن المريض ،ارجو ان تجاوب عليها
لاتوجد مشكلة
بعد خمس دقائق ، خرج محمود ،ودخلت المرأة القصيرة الجميلة ذات العيون السوداء الرائعة أم زينب
السلام عليكم يالدكتور كيف الحال ؟
تمام الحمدلله ، كما تعلمين نحن الان لاخذ معلومات عن المريضة من اجل كتابة ملف خاص بها ونصبح على دراية تامة بحالتها وتطوارتها !
نعم اعي ذلك
حسنا...اسمها الثلاثي ومكان وتاريخ الازدياد
زينب سعيد المهدي ،1/1/1999، تفارتي السمارة
منذ متى وانتم هنا !؟
اسبوع تقريبا
هل هي مريضة من اسبوع فقط !؟
لا من شهرين تقريبا ،لكن ابوها يرفض فكرة انها مجنونة!
وبعد؟
بعد عدة جلسات مع الراقي الشرعي اقنعه ان جن داخلها ،في البداية رفض لكنه تحت ضغط الاهل والاصحاب تقبل الامر وجئنا بها الى هنا !
وكيف حصل ما حصل لها !
هي فتاة مرحة ،وتحب دراستها ،في اخر عام لها في الجامعة بدات تتغير
كيف !
اصبحت لا تحب تحدث مع احد ،منطوية حزينة ،تجلس وحدها ، مزاجية الى ابعد الحدود ، تنفعل بسرعة ،تغضب لاتفه الاسباب ، تصرخ بلاسبب ، تعيش في دوامة وشرود وصمت رهيب ،يمر ايام دون ان تتحدث مع احد ، حتى الهاتف الذي كان شغلها شاغل لم تعد تتحمل رؤيته ، تكره الاصوات ،امتنعت عن استقبال صديقاتها ،تعيش وحدها في ركن بيت ،اليوم عندها كالامس غدا كالعام القادم ،بعدما كانت فتاة اجتماعية مرحة اصبحت نكدية وحزينة وفي عالم اخر لانعرفه ! كأنها فجأة طلقت الحياة
وبعد....!؟
اذهبنا بها الى الراقي ، ظلت تبكي وتبكي ، وقال لنا ان بداخلها جن عاشق ،وقد اعجب بجسد ابنتك واستغله ودخل جسدها !
مامشكلتكم مع هذا الجن عاشق ! هل جسدنا فنادق ليسكنها !
ماذا تقصد !؟
لاشئ ...لمهم هذه الورقة فيها بعض الاسئلة المتعلقة بالمريضة ،يحب ان تجاوبي عليها بكل صدق لاننا سنتعامل معها حسب ماتقولونه عنها !
حسنا....
لا اعرف كم مضى من الوقت وانا بين الملفات ادقق مع كل كلمة وجملة ،اراجع الحديث واحاول استعاب كل الحوار الذي دار بيني وبين اهالي المرضى ، حتى دخل احمد يحمل صحن من الحمص "گربانسو" الغير ناضج ، مجموعة من الحبوب تتراقص في بحيرة من الماء ومدهونة بصبغة حمراء بلا ملح ، طعمه كريه ورائحتها ...!
ماهذا يا احمد ؟
وجبة الغذاء
وهل ينناول المرضى نفس هذا الطعام !؟
بكل تاكيد
اريد رزنامة وجبات المطعم
لاتوجد رزنامة هو طباخ يطبخ بمزاجه ولاتوجد وجبة معينة لكل يوم !
حسنا اريد الان دكتور سالم !
حاضر سأنادي عليه
....
سلام عليكم ،عسى خير يالدكتور
كل خير ،لمهم لاحظتُ بعض الاخطاء في التعامل مع المرضى ويجب ان نغيرها ، كما هناك اخطاء في المؤسسة يجب ان تصلح !
كيف ؟
يجب اخراج كل القاروات التي بها ماء من داخل الغرف ،ويمنع صنع الشاي ايضا في غرفة المريض !
لكن تلك قارورات الرقية الشرعية !
وان يكن ،يجب ان تخرج وان يخرج المذياع الذي يسبب صوته ألم للمريض،لان معظم المرضى يكرونه الاصوات !
حسنا سنفعل ذلك
بالاضافة الى اننا يجب ان نغير دهن الحائط ،والاضاءة والأسِرة ،والبطانيات ،لان لون الغرفة يسيب النكد والغم ! ويجب ان نغير من رزنامة الاكل.و..... !
لكن هذا كثير وكما تعلم المؤسسة بلا دخل مادي وبالكاد يصلنا الدعم من المواد الغذائية ، يكفي ان راتب العمال يتأخر بشهر وشهرين دون ان يقوموا بإرساله لنا ! نحن نعمل هنا شبه مجاني يالدكتور وانت تطلب تغيرات جذربة تصل الى ملايين ! للاسف لانستطيع
افهم من كلامك انك ستتقاعس عن الامر ولن تحاول !
اقسم لك بالله انهم لن يعطونا درهم واحد ،هي الوزارة اعرفها كما اعرف اصابع ايدي، لكن رغم كل هذا سأحاول ولكن كن متأكد ان رفض حليفنا !
حاول انت ،ويجب ان تذهب الان الى رابوني وتجتمع بهم .
الان ...!!
نعم الان ....لا نملك وقت يالدكتور
حسنا حسنا ،سأطلب من مخطار واحمد اخراج القارورات ومساعدتك في امرك ريثما ارجع
طريق سلامة وكل توفيق
بعد العصر ،اخذت دوش سريع غيرت ملابسي لبست سروال جنز ازرق وقميص ابيض بدون أزرار. حذاء رياضي ازرق عليه علامة nike ، وتعطرت بعطر فرنسي إشتريته مأخرا من اسبانيا ،وانطلقت مع احمد والمخطار لتفقد المرضى ، كان احمد يلبس نفس الملابس الرياضية "تشندر تام" اسود اللون ونعائل صفراء وشعر كثيف ومسطاج خفيف ، والمخطار لم يغير ملابسه من عشرات السنين نفس الدراعة الزرقاء منذ ان دخل المصحة كما اخبرني بذلك احمد كان حليق الرأس ولحيته طويلة وبلا شارب، تقدمنا و كالعادة كانت غرفة رقم 216 ،هي اول الغرف في الممر ،دخلت عليهم بإبتسمامة عريضة
السلام عليكم ياميمي الذكية هل وجدت حل للغز !؟
بسيط ،بقيت 32 ونصف
هههه،نصف ،هل تقصدين ان نصف حمامة طار ونصفها بقى على الشجرة هههه
لا اعرف لكن حسب العملية الحسابية يجب ان يبق 32.5
حسابك خاطئ ههه
لماذا !!! والحل ؟
الحل اني قلت لكِ كم بقى من حمام على الشجرة والجواب لم يبق اي حمام على الشجرة لأن الحمام حين يسمع صوت الرصاص كلهم سيطيرون ولن يبق احد منهم لانهم جبناء هههه
هههه صدقت ، كما انا غبية !!
هذا الفرق بين الذكي والعبقري ياميمي ،الذكي يعتمد على الحساب والعمليات ويعتمد على ماهو امامه او درسه ،ام العبقري فيخرج خارج الصندوق يفكر بكل حرية دون ان يتقيد بعملية او قانون او دراسة !
هل هناك لغر اخر !
الان لا هههه
ارجوك واحد فقط
حسنا ، لغز بسيط جدا لماذا الخشب يتيم ! ؟
گليع بوه شعرفالو !
هههه فكري و الان انا هنا لاننا سنخرج كل القاروات والمذياع ونغير بعض التفاصيل داخل الغرفة من اجل ان تشعروا بالراحة فالغرفة ضيقة ولا تتحمل كل هذا الكم الهائل من القارواات ، والمذياع سنخرجه من اجل ان تنعموا بالهدوء ،هل يمكننا فعل ذلك ياسيدتي !؟ولتفت الى ام ميمي
نعم الغرفة غرفتك يادكتور !
شكرا لتفهمك
اخرج احمد والمخطار القاروات ،وتقًدمت نحو الغرفة رقم 712 ،غرفة ليلى وامها
السلام عليكم ،هل ليلى وجدت الحل
نطرت بغضب وسخرية ورفعت حجابها وقالت مستحيل!!!!! ،لايوجد حل للغز
اين صديقك الم يساعدك في حل اللغز !
لا ....
لانه لايوجد شخص معك ياليلى
ماذا تقصد !
اقصد ان شخص الذي ترينه دائما موجد فقط في مخيلتك ، وفي عقلك ،انت من صنعته بنفسك ولوكان حقيقيا ومن الجن لكان ساعدك في حل اللغز !
لم تتكلم وظلت صامت ، بالمناسبة جئنا لأخراج القاروات و المذياع وسنقوم بنظافة الغرف ،ونغير بعض التفاصيل هل توفقون على هذا
نعم بكل تأكيد ،اجابة الام
حسنا ،سيأتي احمد والمخطار لنظافة الغرفة بعد قليل ،ثم هممت بالخروج واذ بليلى تقول بحزن وصوت منخفض
دكتور هل تستطيع المخيلة ان تصنع شخص بشحمه ولحمه وتنظر اليه كأنه حقيقي وتتكلم معه وتسمعه !
حسنا اغمضي عينيكِ ،وتخيلي انك في مكان اخر لنفترض انك في اسبانيا!؟
فعلت..
ماذا تشاهدين !
اشاهد السيارات والاشجار واسمع خرير المياه ،وهناك اصوات الاطفال عند البحر،..و
افتحي عينيك...الم تلاحظي ان كل المناظر تبدو حقيفية
نعم
اذا كيف شَعرتِ بكلِ هذا وانت هنا امامنا في غرفة في 12 اكتوبر
صراحةً ،لا اعلم
السبب ان كل هذا الصور وذكريات والمشاهد مخزنة في مخيلتك وفي عقلك الاوعي عقلك الباطن قادر على فعل كل هذا واكثر ،فحين اوهموك ان بك مس حاولت اثبات ذلك واستنجدتي بعقلك الاوعي و احضر لك ارشيف ذكرياتك الذي هو عبارة عن صور وذكريات ومواقف قام بتخزينها من مشاهداتك و تعليمك وافكارك التي تعلمتها من مجتمعك ومحيطك وثقافتك فصنع لك واقع كواقعك الذي تربيتي عليه ،العقل ياليلى له قدرة عجيبة على صنع واقع غير واقعنا ،وخير دليل على كلامي هو الاحلام ،كيف يستطيع عقلك ان يصنع لنا عالم في الاحلام نركض ونجري ونلعب ونقتل ونسرق ونحارب ونحلق ونطير، ونتكلم مع اشخاص و نضحك ونبكي ونخاف وكل هذا ونحن نائمون ،والعجيب اننا نستيقظ وكأننا بالفعل عشنا تلك الاحداث ونشعر بالخوف من حلم مثلا مخيف! هذا كله يحصل في عقولنا ومن ألاعيب عقلنا بنا! الشاهد ان عقلك له تلك القدرة على صنع لك شخص غير موجود انت وحدك من ترينه لانك انت من صنعتيه في مخيلتك بنفسك ولا انا ولا الراقي الشرعي يستطيع اخراجه من عقلك! لا احد يستطيع اخراجه من عقلك سواك، انت وحدك القادر على علاج نفسك بنفسك ! ثم خرجت وتركتها حائرة تغلب افكارها !......يتبع
Hamodi Salek
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق