> رواية:12 اكتوبر، الجزء العاشر - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الخميس، 2 يناير 2020

رواية:12 اكتوبر، الجزء العاشر

رواية:12 اكتوبر، الجزء العاشر


رواية:12 اكتوبر، الجزء العاشر

و اين الخير يالدكتور !

ماذا !!

ولاشئ ، فقط سمعت انك رجعت واخترت ان الغي عليك التحية.!

اقدر لك ذلك ، وكيف حال زينب !

كئيبة وحزينة وصامتة ولا تكلم مع احد ، تدهورت صحتها ، و اختفى بريق عينيها،  واختفاء وتلاشي نضارة حاجبيها، يبدو انا معالم الجمال غادرت ملامح وجهها تماما، وتعيش في عالم اخر لا نعرفه !

وهل قام راقي برقيتها !؟

نعم

وماذا كانت ردت فعلها ؟

لا تتجاوب معه ، تظل صامتة واحيانا تصرخ وتحاول ضربه وتطلب منه ان يسكت ، لان صوته مزعج ويخنقها ، لم تعد تتحمل صوت احد ، واحيانا تبكي وحدها بلا سبب وتظل تبكي وتخفي جسدها تحت البطانية وتعيش داخل قوقعتها وبين اشباح تفكيرها !

حسنا ،انتظرين في الغرفة سأحضر لها شئ مهم و أوفيك هناك ..

حسنا ..

ذهبت وفتشت في المخزن عن صندوق مكتوب عليه اسم زينب ،وجدته بصعوبة ثم توجهت نحو الغرفة ،كان الباب مفتوح ،و صوت امها يخرج من الغُرفة كانت تقول:
يأمنتي حكلا أظحكي الا شوي ،الا نعتيلي بياظ سنيك! انت مابگي فيك عنك مرضتيني معاك وبتخمام فيك !

ردت بصوت حزين وقالت
انتما ياك كاملين گلتو عني مجنونة ،والمجنون معروف عنو مايظحك !شدور بظحكت حد مجنون، المجنون مايظحك ياوالدتي!

كان كلامها حزين مؤثراً وترك اثر بالغ في قلبي ،لم اصبر على سماع المزيد من العبارات الحزينة ودخلت
السلام عليكم يا زنوبيا!

لم ترد الجواب ، وظلت صامتة وتنظر الى النافذة !

انظري ..لقد احضرت لك هدية متواضعة !

نظرت نحوي ،وقمت بإعطيها الصندوق ،نظرت اليه وقرات عليه "الى الجميلة زينب" ،قالت بصوت منخفض جدا
ماذا يوجد داخله !؟

إبتسمت لها وقلت لها
لا اعرف أفتحيه لنعرف مايداخله .

فتحت الصندوق وبدأت عليها علامات الدهشة والتعجب ونظرت نحوي تريد جواب

لقد علمت من مصادري الخاصة انك تحبين شكولاط نوع "ماروخا" ،وتحبين نوتيلا ، وأنك تحبين مطالعة الروايات واحضرت لك روايتك المفضلة "هدارة الولد الذي عاش مع النعام" ،وقالوا لي انك تعشقين نوع خاص من العطور ، وتحبين رائحة المسك بصفة عامة لكني وجدته غالي جدا ولم أشتريه ههه

طبيب بخيل !

هههه اعدك المرة القادمة سأحضره معي .

لا انا فقط كنت امزح معك، يكفي هذا ،  يكفي انك عرفت كيف تدخل الى قلبي ، فأحضرت لي ما اعشق وأشتهي !

يوجد شئ اخر اعرف انك تحبينه لكم لم استطع احضاره!

ماهو !؟

عبدو الصغير ههه

قالت في ذهول تام
وهل تعرف عبدو؟

نعم لقد قمت بزيارة لخيمة ،وجدته يلعب هناك ، كان يسأل عنك ،وحين رفض ذهاب معي ،طلبت منهم ان يعطوني صورة له ، واحضرت لك صورته، خذي هي لك.!

حين نظرت الى صورة اخيها قامت تبكي ، ظلت تبكي ثم قالت
لا اعرف كيف اشكرك يادكتور !

اشكرني بإعطائي بعض من الشكولاط فإنتِ قمتي بتخزينها تحت وسادتك ولم تشاركيها معي! وللا باغيا توكليها انت وأمك وحدكم منين نمشي عنكم هههه

ههههه،لا ، اقسم اني لم انتبه !

"الكرش تفظح "يقول اجدادك هه

اصل حك ،وانا شكولاط يهترني !

هل تريدين ان نبدأ جلسة العلاج اليوم او نأجلها الى الغد ،لاني سأبدأ بجلسات العلاج من الغد بإذن الله !

لا ...اليوم أريد ان أشبع من صورة عبدو ،وأکل الشكولاط و اقرأ الرواية !

ههه حسنا لك ذلك

مارايك في الرواية يادكتور !؟

انا لا احب قراءة الروايات كثيرا ،احب ان اقرأ الكتب واتعلم ، الروايات مثل الافلام يصنعون لنا عالم خيال وهمي بلا فائدة مرجوة ،لكن لا شك ان في قرأتها متعة وتسلية لكن لا يجب على من يحب المطالعة ان يظل فقط يدور وسط الروايات لانه لن يصبح مثقف ابدا ولن يتعلم شئ يفيده في حياته الشخصية!

لكن رواية هدارة لها سحر خاص

لم تعجبني كثيرا خاصة في الفصول الاولى رغم اني معجب بمخيلتها وكيف استطاعت ان تتخيل الحوار الذي كان يدور بينه وبين النعام و كيف تخيلت ورسمت لنا حياته الاولى مع نعام بإسلوب بسيط وجميل !

هل قرأتها كاملة يا دكتور ؟

نعم قديماً ،لكن لم اعد اتذكر العديد من احداثها !

حين أكمل من قرأتها سأعطيك نسخة منها لتقراها !لكن يجب عليك ان تقرأها !

هههه.حسنا سأفعل ....بالمناسبة غدا هناك عمل !

ماهو!

سنقوم بتغير للون الغرفة الى لون رائع وجميل واعلم انك تحبينه !

الازرق صحيح!؟

ههه بكل تأكيد ،سندهن الغرفة باللون الازرق ،وأحضرت ستائر باللون الازرق ،وطاولة وكرسي لهم ايضا نفس اللون ، وعلمت انكِ تملكين صفحة في الفيسبوك تكتبين فيها الخواطر وانك من عشاق الكتابة و تحبين كتابة الخواطر بصفة خاصة ، فأحضرت لك ، مجموعة من الكراريس ازرق ،والاقلام ازرق ههه

احقا ماتقول !؟

نعم ...لكن هناك شرط واحد

ماهو!

يجب ان تكتبي لي خاطرة عن شعورك الداخلي بكل صدق وشفافية،لأني احتاجه لتشخيص حالتك !

بإذن الله ..سأفعل اعدك بذلك !

انا سعيد لسماع ذلك !

بالمناسبة شكون لاهي يصبغ الغرفة،بيا مانعرف نصبغ !؟

لاهي تصبح مصبغة وحدها ههه

انت تمزح !

انا لا امزح ، انتظر الى الغد فقط وستشاهدين الغرفة تغيرت !

حسنا سانتظر .. ... ..

وفجأة اذا بصوت محمود اخ ابراهيم المريض الذي ظل نائم طول الفترة الماضية ،يقول بصوت مرتفع اين الدكتور يعقوب! ويصرخ ويقول دكتور ...يعقوب اين انت !؟

عسى خير مابك !؟

لقد استيقظ اخي وهو في وضع مختلف!؟

كيف !؟

لا اعرف تعالى فقط وشاهد !

ذهبت بسرعة مع محمود والمخطار واحمد ، الى الغرفة رقم 122 ، دخلت الغرفة وجدت شاب قصير و راسه دائري وشعره كثيف ،ويملك وأذنين صغيرتين وانف طويل ، جالس لا يتحرك ،ينظر الي الباب وحين دخلت وقف كأصنم أمامي والغى عليا تحية العسكر وقال بصوت خشن ومخيف
انا الجندي المقاتل المحارب الصنديد رقم 5678 من القوات الجوي الصحروية ،في خدمتك ياسيدي !

أهلا ابراهيم...

نطرا بغضب،وقال ومن يكون ابراهيم هذا ، انا محارب من القواة الجوية الصحروية ، وانا لان قادم من اخر معركة وتركت الرفاق يحلقوم فوق أمغالا يضربون العدو!

لكن الحرب انتهت منذ عشرات السنين ايها المحارب!

تغير صوته واصبح صوته صوت إمرأة  ناعم وللطيف وقال :

محارب اش !

من انت !

انا ينگالي سالمة عندي 50 سنة مسولت حي 3 ، وجايتكم باغيا تحلولي مشكليلة ذو المواطينات الا ذوهماتي يزاقاو باغين الماء ،ناس خلاها لعطش وصيف والحمان !

يا سالمة انا ماني الولاي ،انا الا طبيب !

ثم تغير صوته واصبح صوت فتاة صغيرة وقال بصوت يشبه تماما صوت الاطفال !

اسمي مريم عمري 6 سنوات احب ان أگرا في المدرسة ، مع اصحباتي ، وامي تشتري لي جوارب نظيفة واسرح زغبتي كل نهار لاني فتاة نظيفة واحب معلمتي ياسرن! هل تشاهد هذا الجلت "الفستان"!؟

نعم

لقد اشتراه لي ابي اليوم هو و نفيخة ومونيكا صغيرة ،من المرسا !

مريم اين ابوك؟

تغير صوته وقال بصوت قوي وحاد
ينلع بوك اسكت عن طفلة ، انتما مانكم متربين ، تليت نسمعك گايلها شي نردمك تحت تراب ! يالها طير....!

من انت !؟

أنا سيلوم ولي عندو مشكلة نوكلو لحموم!

بل انت إبراهيم !!!

تقدم نحوي وصرخ ثم قال
توقف توقف توقف اصمت اصمت اصمت اصمت اصمت، اش اش اش، ابدات السهرة لايتكلم حد
ثم جلس في ركن الغرفة و بدأ يغني بصوت أنثى جميل  وحزين

تفوت اعلينا ليام أطوال اطواااال ....الصحراء يابلادي يابلد احبابي ...يامنزل لخيام ..يلالي منصابي عشت في ترابي !

ابراهيم ممكن أسألك سؤال !؟

ثم تغير صوته واصبح صوته صوت شاب في الثلاثين من العمر وقال
ابراهيم هههه هل انت طبيب ام مهرج ههه انا سيدي صاحب البنك ،اسواق البورصة ارتفعت اليوم وانت تجلس معي اذهب وراقب اسهمك هههه ايها الفاشل فاااااااشل .....فااااااشل هههههه هههه هههه!

واين تقع البورصة !؟

في الخارج ياغبي ! في الخارج ياغبي غبي غبي هه هه

حسنا سأخرج ....ثم خرجت ومعي احمد و المخطار،و سال محمود هل مازلت تنكر ان الجن لا يدخل جسمه!؟
ثم قال احمد لقد شاهدت بعينك كم من شخص يتكلم في جسده يجب ان تقتنع ان داخله عفاريت يادكتور !
قال المخطار انه يعيش مع قبيلة من اهل لخلا  يادكتور هذا ماقاله لي الراقي  وانت أكيد تأكدت من الموضوع بنفسك!
يادكتور لقد تكلم االجن وفي كل مرة يتكلم بصوت مختلف وبشخصية مختلفة هذا يعني ان عائلة كاملة داخله ! يكفيك تكبر وغطرس وتواضع و اعترف ان عائلة من الجن تسكن جسد أخي...... يتبع
Hamodi Salek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم