> قصة رومنسية : خفايا القدر - قصص من واقع المخيم

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الجمعة، 27 ديسمبر 2019

قصة رومنسية : خفايا القدر

قصة رومنسية : خفايا القدر


قصة رومنسية : خفايا القدر 


دائرة الدشيرة او كما تعرف عند معظم الناس هنا في المخيم بدائرة الحمير"أكرمكم الله" ، لكثرة الحمير فيها في حقبة من زمن مضت،  لكن الامر الذي لا يعرفه معظم الناس ان الحمار كان هو الصديق الوحيد للمواطنين كان يحمل مواد التوزيع عن المواطنين الضعفاء، كان يحمل الدقيق عن تلك الكهلة التي تعيش بعيداً عن مقر الدائرة، كان يساعد الناس في حمل اوساخهم خارج الولاية، الحمار كان يُحمل عليه "أبريك " ،الحمار كان يَحمل للمواطنين الماء، كان الحمار هو الحيوان الوحيد الذي ساعدنا في زمن الفقر والشدة ،في زمن لم تكن هناك سيارات ولا مال ولا بيوت،  برغم كل هذا يعتبر الحمار ثروة واقتصاد قوي ففي دولة مثل صربيا يعتبر لبن وجبن الحمير من اغلى الالبان واجودها، حيث يصل ثمن التر الواحد من لبن الحمير الى 60 يورو، بينما جبن الحمار يصل الى 1000 يورو للكيل غرام الواحد، للاسف كنا نملك ثروة طبيعيةلكن لم نستقلها احسن استقلال....!

نسيت ان اخبركم انا أسمي" لالة"  قصتي بعيدة عن عالم الحمير ،هي مجرد مقدم عن دئرتي واصلي التي اصبحت ذكرها مقرونة بالمسخرة والصاق قصة الحمير بها، عشت حياة مختلفة نوعا ما كان والدي يعمل في تهريب التدخين في زمن ماضي عندما كان يطلق عليهم "اهل طرباندو" كنا اغنياء جدا اعيش حياة مستقرة درست مرحلة الابتدائية في المخيم ،في مرحلة المتوسط توجهت لدراسة في متوسطة في ولاية المسيلة الجزائرية، تغيرت طباعي قليلا عشت في ذل و فقر،  كنت ابكي من شدة الجوع والبرد القارس،  لم اتقبل فكرة العيش في فقر وحاولت ان ارجع لاهلي لكن لم يسمح لي المسؤول عن المنطقة بالرجوع الى اهلي ،  في نهاية المطاف تقبلت الامر الواقع وبدأت ادرس وحصلت على اعلى المراتب، ثم بدأت بدخول عالم الشباب ،كانت علاقتي بهم مجرد اتصالات ليلية من باب الضحك والتهريج،  ثم كونت علاقة مع بعضهم في فصل الشتاء وفي فصل الصيف ارمي شريحة الهاتف القديمة واستبدلها بإخرى جديدة.

في مرحلة الثانوية تغيرت مفاهيم كثيرة في حياتي، كان ذهاب ابي الى اسباني هو وامي وتخليهم عني و تركوني وحيدة عند جدتي لأثر البالغ في حياتي،  العيش مع جداتي كان نصر وفتح بنسبة لفتاة مراهقة تبحث عن الحرية دون قيود،  تعرفت على العديد من الذكور لكن لم اصل معهم الى مرحلة الخروج و" اتسدار" ،هي مجرد كلمات معسولة واتصالات لا تنقطع ليلا ونهار.

بدأت الشبكات التواصل الاجتماعي تغزو المخيم، تعرفت على شاب كان نصفي الاخرى الذي كان ينقصني،  "صدام"  كان ذاك الشاب المتدين المثقف المتفتح نوعا ما،  لم يكن يبحث كغيره عن الصور ورقم الهاتف، ولم اسمعه يوما يقول تلك الكلمة المقززة "وني ومشتقتها" ، انسان واعي رجل مسؤول،   غيور يحب سمعته وسمعة اهله.

بدأ ينصحني بالصلاة ،صراحتا لم اكن اصلي رغم تفوقي في دراسة لكن الجانب الروحي كان منعدم عندي،  يمر ليلي في السهر و اتصالات ، لا اصلي ولا اقرأ القران ، ولا اصوم ، لا اسمع كلام جداتي،  كنت اتأفف من كل كلامها،  نصائحها تزعجني واغضب عليها ثم اخرج من الخيمة واجلس في البيت وحدي لأتصل بأحد من عشاقي لكثر!!

حياة كانت عبارة عن لهو بعيدة كل البعد عن الله ورسوله وبعيدة ايضا عن الثقافة والمطالعة، أي نعم كنت متفوقة في دراستي لكن مجرد حفظ المناهج التعليمة الفاشلة!

"صدام "  ساعد في تغير شخصيتي،  بدات اصلي واتقرب من الله،  بدأت اقرأ القران ،مسحت حياتي القديمة وبدأت اسس حياتي مع "صدام " الذي اعتبره كل حياتي هو ابي وامي وامامي وشيخي واخي لانه كان سبب في تغير شخصيتي وجعلي انسانة اخرى.

من يعرف الله لايخيب،  افعلي ما تشائين لكن لا تنسي الصلاة  ، قد تعصين الله لكن لا تنسي صلاتك،  صلي في لليل، حاولي ان تدعوا الله ان يتوب عليك،  أقيم الليل بالصلاة وناس نيام،  اقرأي حرف من القران يوميا ، تصدقي في السر، حاولي ان تبتسمي للفقير او ان تزرعي ابتسامة على وجه شخص عبوس،  جدتك هي امك وهي تحتاجك واصبري عليها فهي تحبك وتخاف عليك،  امك وابوك ايضا يحبونك حباً جمّاً لكن الظروف هي التي جعلتهم يهاجرون للبحث عن عيشة كريمة ،لا تظني ان الجميع ضدك او يكرهك  اهلك يحبونك مدامك تحبين الله وتصلين وتلبسين ملابسة ساترة،  انت جميلة بأخلاقك وحيائك،  لا تظنين ان شات سيقدم لك عائلة تحبك هم مجرد اشخاص وهمين اصبحت تفضليهم عن اهلك، تفضلين ان تعطي يومك لاسماء الكترونية واشخاص خلف الشاشة عن تجلسي ساعة مع جدتك وتضحكين معاها وتهتمين بها.....
هذا نوع من الكلام كنت اسمع شبه يومي من صدام وهو ماجعلني، اتعلق به واحبه بل و اعشقه ..

لن اخبركم عن قصة الحب التي جمعتنا لكن كانت قصة حب عفيفة طاهرة، لم نتبادل الاتصالات الهاتفية،  كما كنت اعرف مع شباب قبله ،  ولم التقي به يوماً، كانت فلسفته تنص على أن الاتصالات و تلاقي مع الحبيبة يخرج الحب من معنى الحب الى معنى الرذيلة ، كان يحمل فلسفات خاص به، انسان مختلف عن كل الشباب الذي التقيت بهم في حياتي.

كان قرار صدام بخطبتي مفاجئ، لكن كنت سعيدة جدا،  كنت احلم ان اعيش مع من غيرني واصبحت انسانة اخرى تصلي وتصوم وتقرأ وتبحث واتتعلم وتطالع الكتب،  وابتعدت عن الشباب والشات بفضله،  وافقت على الخطبة لكن جداتي قالت ان الخطبة لن تتم الا بحضور أبي .

حضر ابي كان يحمل في جوفه خبر غير مجرى حياتي،  لقد تكلم مع معهد عالي في اسباني من اجل ان اكمل دراستي كطبية مساعدة في فترة ثلاثة او اربعة سنوات فقط ،كان اجمل خبر سمعته في حياتي، اخيرا سأذهب الي الخارج لتعلم،  سأتعلم واصبح طبيبة، هرولت نحو الهاتف واخترت  ان يكون "صدام"  اول من يعلم فهو من كان يحثني على تعليم والدراسة وان نثبت نفسي في المجتمع وان حقق كل احلامي بنفسي،  وان ارسم حياتي الخاصة،  لكن رجعت عن الخبر واخترت ان انتقابل معه لاول مرة وان اخبره وجها لوجه،  اريد ان ارى الفرحة في عينيه واريد ان اشاهد ابتسامته هو يقول "ابصحتك فرحتلك " كنت اتمنى ان اراه ضاحكا يخبرني "اذهبي وحقفي حلمك وسأنتطرك مهما طالت الفترة " لكن ماحصل كان مختلف ختلاف تام عما رسمته في مخيلتي..!

يوم الجمعة بعد صلاة العصر قررت ان التقي به، ستتعجب لماذا خترت هذا التوقيت بذات، لانها ساعة استجابة وكنت اتمنى منه ان يدعوا الله لي في تلك الساعة بالتوفيق وتحقيق الأحلام ويستجيب الله لنا.

كان صدام واقف بالقرب من المدرسة الابتدائية "8 مارس" المطلة على الشارع الوحيد المعبد الذي يفصل جميع دوائر ولاية العيون  ، يلبس لباس بسيط لم يكن من شباب الذين يبحثون عن الموضة الجديدة ، لكنه كان وسيم جدا ويكفي انه اجمل رجل في عيني ويكفيه شرف ان كان سبب في انقاذ فتاة من عالم الرذيلة الى عالم النور والايمان،  وقفت امامه كنت خائفة جدا ومتوترة،  وقلت بالغة فيها تعتعة

السلام عليكم صدام شحالك

لباس ،  ماهو الخبر الذي وودتي ان تقوليه لي وجها لوجه؟

صراحتا صدمتني اجابته، كيف كان بارد ومتعجرف معي وكأن الخروج معي حمل ثقيل عليه، وانا لتي كنت اظن انه سيفرح لاني خرجت لملاقته، لم يسألني عن حالي ولا عن جدتي،  ولم اراى ابتسامته التي كنت ألتمستها في حروفه معي في شات،  اكتشفت ان شخص في الواقع بعيد كل البعد عن شخص الذي نعرف في الشات، نحن في وهم وحلم لاننا نظن اننا نعرف الناس التي نتكلم معاه ليل نهار في شات

نظرت اليه ببرودة تامة، وثقة في النفس زايدة وقلت له
سأذهب الي اسبانيا لإكمال دراستي واصبح طبيبة كما اخبرني والدي

شنهو،،، شنهو

كما سمعت.ياصدام ،  انت اول شخص اخترت ان اخبره بالخبر السار

خبرا اش،  ماني موافق على مشيك؟ 

ماذا؟

انا زوجتي ماني لاهي نخليها تقيس نصارة وتخلط معاهم،  انا زوجتي ماني لاهي نخليها تتخلط مع رجالا،  انا زوجتي ماني لاهي نتم نحانيها توكلني مال حرام،  نت قايسة بلد الفساد ولاني موافق

لكن اانت كنت دائما تحرص على ان احقق احلامي، وأثبت نفسي في المجتمع

يغير ماهو فدفعة شور النصارة، وسيبة وتخلاط معاهم

الطب عمل شريف والعالم بأكمله يقدس تلك المهنة لانها تنقذ الناس وتساعدهم وتشفي الاطفال، وترسم البسمة على وجوه الناس

نت صا باغي لا تدفعي ودفعي، تلودي الا لسيبة، وتخلاط مع نصارة، اصلا يا لالة مانك لاهي تتغير ماضيك وتخلاطك مع شباب وعزة الكلام معاهم وسيبة مزالو متحكمين فشخصيتك،  المهم ادفعي شور النصارة ونسايني، وعيش حياة السيبة لتعرفي، انا ماهو فالي ملات خيمتي تعود طبيبة تكشف عن رجالا سايبة ليل فطب جايبالي رزق حرام، ماني لاهي ندنس سمعة اهلي وسمعتي بطبية تشتغل مع رجالا مانعرف شيخلق معاهم وشتعدل معاهم. ..!!

في للحظة تبدلت كل المفاهيم وتغيرت كل الطباع، أيعقل ان هذا شخص هو الذي احببته،  ايعقل ان هذا المخلوق العفيف الطاهر الخلوق اصبح متوحش ، الكلام في شات ونصح وابراز العضلات في الدين واللغة والثقافة امر بسيط لا يكلف جهد، لكن من اصعب ان تحمل تلك الشخصية معك لتخرجها الى ارض الواقع..

ذهب دون وداع، تركني أبكي لم يعتذر،  جلست ساعة كاملة وحدي ابكي، كدت ان اكفر بكل كلامه الذي غيرني، بدأت اشك ديني وإيماني، لكن انا عرفت الله ومن المستحيل ان اغير شخصيتي بسبب تناقد شخصية صدام، اي نعم هو من دلني على طريق لكنه ليس هو الله ليحاسبني.

مرة تلك الايام في حزن افكر في صدام يوميا، احيانا ارى ان كلامه منطقي وأفكر في العدول عن الموضوع، ومرات أكد ان ذهابي هو الامر صحيح فأنا املك هدف وطموح ولن أتركهم من اجل شاب يتهمني بالعهر ويبحث عن سمعة اهله في امور تافهه جدا.

بدأت إجراءات السفر بالذهاب الى وزاراة الداخلية لإكمال وثائق جواز السفر ، كان الجو حار جدا من ايام شهر جويلية الساخن في المخيم، ذهبت مع أبي الى الرابوني ثم اتجهنا الى وزارة الداخلية،  شعرت بالاختناق من طول الطابور  كان الصف طويل جدا ،كل اصناف المجتمع تسابقت الى ادارة الجوازات والهجرة من اجل الحصول على جواز سفر،  شعرت بالعطش وخرجت لشراء ماء وبعض العصائر من المتاجر المطلة على وزارة الداخلية، وفي طريقي وجدت "علين" ،أخي من رضاعة،  تبادلنا سلام وضحكات واخذ بيدي وذهب معي الى المتجر وشتراء لي الماء والعصائر و بعض الحلويات، ثم ذهب عني لانه مشغول في امر هام كما أخبرني.

في طريق وحدي الى وزارة الداخلية توقفت سيارة من نوع "نيصان" ذات اللون الابيض، ثم خرج منها "صدام" ، كان وجهه كحبة طماطم،  تكلم بوجه عبوس وغاضب وقال

اصل حك الا ذا لتعرفي ياسويبة، الا دفعة مع رجالا ويشرولك الوكيل وشراب وتظحكي معاهم وتسكني ايديهم وذرعيلهم، ياسويبة يلا مانك شي،   ههههه هذا عدلتي هون فرابوني وشقال لگستي نصارة لاهي يعود لمشي معاهم ليل ونهار...!

انظرت اليه بإحتقار، وببتسامة  خبيثة وقلت

هل أكملت كلامك؟

قال
حك.

ثم  ذهبت دون ان ارد عليه حرف واحد،  لقد اصبح عندي احقر من ان ارد عليه او اكلمه،  من ينظر اليك بنظرة سلبية لن يتغير مهما قدمت اليه من الحجج والبراهين، فتركته وحيد ورجعت الى ابي،  لم يعد له مكان في القلب، لقد إستبدلته بالتفوق والعلم وتحقيق حلمي بأن اصبح طبيبة تساعد الناس وتعالج الاطفال والشيوخ في مخيمنا الكئيب....

مرة حياتي اسباني بين العلم والعلم والكتب والمطالعة،  لقد تغيرت ولم اعد اصدق ان وصلت الى هذه المرحلة من الثقافة،  كنت اقضي الليل في البحث و العلم وفي الصباح أدرس في المعهد، كنت العربية المسلمة الوحيدة بينهم،  الحمدلله سمحوا لي بإرتداء الحجاب، لم افتح في هاتفي اي تطبيق مثل الفيسبوك والوتساب وغيرهم،  كنت اعتمد على االمحركات مثل Google,   و YouTube,   من اجل البحث والعلم واكتشاف جديد الطب والاختراعات،  لم اخرج من المنزل لتنزه الا قليلا،  أصلي كل الصلاوات واصوم الاثنين والخميس،  احيانا اقوم الليل وادعوا الله بكل ما تشتهيه نفسي،  في فصل الصيف كنت اعالج واكشف عن الاطفال الصحراويين في المستشفى الخاص بالمعهد بالمجان،  بالاضافة لمساعدتي في كل عام مع منظمات الادوية بإرسال جديد الادوية والحبوب الى مخيمات اللاجئين جنوب شرق تندوف .

كتملت اربع سنوات بين العلم والاعمال الانسانية،  ساعدت العديد من الشيوخ والاطفال، وتعلمت الكثير من الاشياء،  اصبحت بارعة جدا في مجال الطب بسبب سهري وتعلمي وثقافتي وثقتي في نفسي وفي الله سبحانه وتعالى،  لقد ابتعدت كل البعد عن عالم الرجال وعالم المعصية طيلت الاربع سنوات الماضية...

بعد ان حصلت على شهادة معتمدة، قررت ان ارجع لجدتي وان اعالجها او اكون على الاقل بقربها وتشخيص امراضها وامراض كل الجيران ، تم قبولي بالعمل في مستشفى ولاية العيون الذي يقع في جنوب شرق الولاية، كانت حياتي الجديدة صعبة جدا، بسبب قلة الامكانيات المتاحة و قلة الادوية في المستشفى،  وقلة سيارات الإسعاف،  ثقافة المجتمع تغيرت، هنا تهاون شديد في العمل وعدم تقديسهم لطب وتهتر شديد في التشخيص والعلاج، بدأت الصرخ واعارض وارفع الكلام واعمل ليل نهار من اجل ان تستقيم المستشفى وتكلمت مع صديقاتي الاسبانيات من اجل ان يدعموننا بالمزيد من الادوية .

ستصابون بالملل حين اتكلم عن الوضع داخلي للمستشفى وحياتي فيه ، لمهم تعرفت على طبيب اسمه عبد القادر،  كان شاب مجتهد، يحب العمل ويفهم جيدا معنى ان تكون في مهنة مثل الطب،  كان بشوش ويملك روح الدعابة، انسان صابر،  اقترب مني و تعلقت القلوب وفي فترة وجيزة حصل المكتوب وتزوجنا زواج عادي مثل اي زواج في المخيم بدون زيادات وتكلف وبذخ.
بعد مضي عام اكتشفت اني عقيم لا انجب الاطفال،  فشعرت بضيق وكدر لكن عبد القادر وقف معي وقال عسى فيه خير،  اعلمي يا لالة اني لن اتركك مهما حصل وسنعيش حياتنا الخاصة بدون اطفال تلك مشئية الله وقضائه وعلينا ان نتقبله.

لقد كان رحيم جدا معي وساعدني  في تخطي صدمت العقم، وقررنا ان نهب حياتنا لطب ومعالجة الناس وسعي الى زرع الابتسامة عليهم.

في يوم من ايام الشتاء البارد، كنت الطبيبة الوحيد في المستشفى، لقد ذهب عبد القادر في تلك الليلة الولاية السمارة لزيارت خالته المريضة،  دخل علي رجل ملثم ومعه إمرأة متوسطة الحجم قريبة الى السمنة، وقال

هل انت هي طبيبة؟ 

لقد عرفت صوته، رغم مضي مايقارب ست سنوات الى اني عرفت نبارات صوته انه صدام

قلت له
نعم انا هي طبيبة،  لم يعرفني فأنا كنت ارتدي لثام على وجهي من شدت البرد! 

قال
اريد ان اكشف على زوجتي،  و أريد ان تكشف عليها امرأة وليس رجل!!!

(عجيب يريد ان يكشف على زوجته بإمرأة وهو يعارض دراسة المرأة وكونها طبيبة!!!!")

تفضل اخرج وسأكشف عليها.

بعد، الكشف قلت لهم

زوجتك حامل ياسيدي.

ماذا......!!

كما سمعت زوجتك في شهرها السادس او السابع
نظرة الي بإستغراب وخوف، ثم نظر الى زوجته ثم رحل  بدون ان يتكلم...

غريب جدا امره كيف لم يفرح بحمل زوجته ؟ بل كيف غاب عنه خبر حملها لمدة سبعة اشهر!؟  لماذا لم تتكلم زوجته حتى لم تفرح بالخبر؟!!

بعد اسبوع من مجئ صدام،  وفي لليلة من ليالي شهر فبراير الباردة،  كنت ايضا وحيدة في المستشفى ودخل علي صدام وزوجته تصرخ من شدة الالم..  وهو يقول

سيدتي ارجوك ساعديني ارجوك،  زوجتي تتالم،  اظنها ستلد  بسرعة ارجوكم ستموت ارجوكم انقذوها.......

قمت بإدخالها في غرفة عمليات انا ومع ممرضتين، و تم عملية الولادة المبكرة بنجاح الحمدلله، ثم خرجت اليه وقلت الحمدلله لقد رزقك الله بفتاة صغيرة وجميلة.

قال
وهل امها بخير؟

نعم، هي لان نائمة  بعد ساعة من الان ستنهض بالسلامة

قال
حاني نسولك،،،،، نت ماسمك لالة

قلت
نعم انا لالة ياصدام

فأصابة الذهول،  وقال

دنيا ذي صغيرة لمرأة لكنت لاهي نشد و خليتها بسبب عني ماني لاهي نخليها تقرا هي لي كشفت عن زوجتي وهي لي نقذتها وهي لي كانت سبب في ولادتها،،  أظن اني كنت احمق جدا جدا في تلك المرحلة من حياتي يا لالة! "؟

اظن ذالك، لكن ماقصة زوجتك هذه ، اظن هناك خطب ما بينكم!؟  لا ألتمس الفرحة في عينيكم!!!!

لقد بحثت طول حياتي يا لالة عن السمعة وسمعة اهلي،  وتهمتك وتهمت غيرك بالسيبة، وتهمت معظم المجتمع وفتيات المجتمع الطاهرات بالسيبة ،وفي الاخير أحببت هذه الفتاة، وحين دخلت بها وجدتها غير عذراء، وخبرتني انها ضحية الاغتصاب وصدقتها ثم بعد ذالك وفي ذالك اليوم اكتشفت انها حامل في، الشهر السابع ونحن لم يمضي على زواجنا أربعة اشهر!!! 

ثم سكت ولم يتكلم وخرج من المستشفى اظنه يبكي او يفكر في هول المصيبة التي أنجبتها زوجته.

في الصباح تجهت الى غرفة زوجة صدام للكشف عن صحتها فلم اجد لا صدام ولا زوجته، وتركو الصغيرة مازالت نائمة،  لقد هربوا عنها وتركوها وحدها،  اظنهم لم يتحملوا ان يعيشوا في مجتمع وبينهم للقيطة فقرر الرحيل والهرب.
"في مابعد اعلمت انهم هربوا الى موريتانيا "

اخبرت عبد القادر بالقصة، وقررنا ان نتبنى تلك اللقيطة صغيرة، وأطلق عليه عبد القادر اسم " رتاج " ، و رزقنا الله بفتاة جميلة صغيرة ، تعوضنا عن حرمان الاولاد..

عندما تعلم ان كل مايحصل لنا قضاء وقدر، وان امورنا وارزقنا مكتوبة في الوحة المحفوظ عند  رب رحيم عادل، عندما تتعلم ان حياتك وارزاقك واجالك كتبت وانت في بطن امك وعمرك اربعة أشهر، حين ستتقبل هجران الصديق، تتقبل تخلي الحبيب، ستعيش وانت في سعادة وكنز داخلي لايعرفه غيرك، لانك تملك كنز الايمان بالقضاء والقدر وتسليم كل امورك لله.
فالله الذي جعل توبتي عند شاب كان قد تخلى عني بسب دراستي ورزقني الله بشاب افضل منه لكن ابتلانا الله بمرض العقم،  ليجعل الله قدري في علاج زوجة الرجل الذي تخلى عني و اتبنى تلك اللقطية الجميلة، لتشرق بذالك شمس السعادة في بيتي وتجعل لحياتي معنى.

مادمت تأمن ان الله قدر كل شي ستعيش مطمئن وفي سعادة وستتقبل كل حادثة من حوادث الزمن.......
----------------النهاية--------

تحياتي

هناك تعليقان (2):

إعلان

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تواصل معنا

تغروين

من أنا

author موقع قصص من واقع المخيم هو منبر لمشاركة القصص من واقع المخيم باللغة العربية و اللهجة الحسانية.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع قصص من واقع المخيم